اعتبر نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، السبت، أن المجلس يمتلك “تفويضا شعبيا” بتشكيل حكومة تكنوقراط.
ومنذ الإطاحة بعمر البشير من الرئاسة، في 11 أبريل الماضي، يعاني السودان من أزمة، جراء تعثر المفاوضات بين المجلس العسكري و”قوى إعلان الحرية والتغيير” بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة المقترحة في المرحلة الانتقالية.
وخلال تجمع شعبي شمالي العاصمة الخرطوم، قال حميدتي: نريد تشكيل حكومة كفاءات وتكنوقراط، و(هذا) الحشد الجماهيري بمثابة تفويض شعبي.
وتقول قوى التغيير، قائدة الحراك الشعبي، إنها تخشى من التفاق الجيش على مطالب الحراك والهيمنة على السلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.
وأضاف حميدتي: لا نريد الاستمرار في السلطة، وفاهمين اللعبة السياسية جيدا من خلال دعوتهم إلى فترة انتقالية أربع سنوات لحكم السودان من دون انتخابات.
وتابع: صورتنا مشوهة هذه الأيام، لكن هذه الحشود البشرية في منطقة قري شمالي الخرطوم تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح.
وأردف: نسعى إلى التفاوض لتنفيذ رغبات الشعب (…) سنتواصل مع كل من ساهموا في الثورة الشعبية، وليس من حق أي جهة حكم السودان، إلا بموجب تفويض.
وعزلت قيادة الجيش البشير من الرئاسة بعد ثلاثين عاما في الحكم؛ وذلك تحت وطأة احتجاجات شعبية، بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وقال حميدتي: هذه الأيام نحل في أزمة بالسودان لن نخوض في تفاصيلها إلى حين اكتمال التحقيقات.
واتهم سفراء دول في الخرطوم (لم يسمها) بالتآمر ضد السودان.
وزاد بقوله: سنكشف خلال الأيام القادمة عن معلومات أمنية واستخباراتية لاجتماعات داخل الخرطوم تكشف حجم المخططات.
واعتبر أن قوات “الدعم السريع” (تابعة للجيش) لا تنتمي إلى حزب سياسي، وتعرضت لظلم وتشويه، وساهمت في التغيير الحقيقي بالسودان.
وقال مدير إدارة التوجيه في قوات “الدعم السريع”، اللواء نور الدين عبد الوهاب، خلال التجمع الشعبي: تحملنا الأذى من أجل السودان، وهنالك هجمة شرسة على قواتنا، وما يهمنا هو المواطن السوداني.
وقال نائب رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري، الفريق ركن ياسر العطا: سنكون حكومة بغض النظر عن شكل الاتفاق.
واعتبر خلال التجمع الشعبي أن مجموعات شبابية ثورية سئمت من قوى إعلان الحرية والتغيير.
وتابع العطا: عاهدنا الله في المؤسسة العسكرية بالسودان أن نؤسس لديمقراطية حقيقية.وتحمل قوى التغيير تلك القوات مسؤولية سقوط 118 قتيلا خلال فض اعتصام الخرطوم، في 3 يونيو/ حزيران الجاري، وأحداث عنف تلته، بينما تقدر وزارة الصحة عدد القتلى بـ61.
ويقول المجلس العسكري إنه لم يستهدف فض الاعتصام، وإنما مداهمة “بؤرة إجرامية” في منطقة “كولومبيا” قرب مقر الاعتصام، قبل أن تتطور الأحدث ويسقط قتلى بين المعتصمين.