شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هيومن رايتس ووتش: قوات الأمن المصرية ارتكبت جرائم حرب في سيناء

أصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية تقريرا اليوم تحت عنوان «اللي خايف على عمره يسيب سيناء» قالت فيه إن قوات الجيش والشرطة المصرية وتنظيم ولاية سيناء ارتكبوا انتهاكات جسيمة وواسعة ضد المدنيين بسيناء.

 

تلك الجرائم ترقى في التصنيف إلى جرائم حرب، وهي جزء من حملة مستمرة ضد جماعة “ولاية سيناء” المسلحة، المرتبطة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

سيناء والعسكر

السيسي قبل عامين: مهلة 3 أشهر للفريق أسامة عسكر للقضاء على الإرهاب في سيناءالسيسي اليوم: مهلة 3 أشهر للفريق محمد فريد حجازي للقضاء على الإرهاب في سيناءما الذي تغير؟

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Mercredi 29 novembre 2017

 

التقرير الصادر في  116 صفحة، وثق مقتل وجرح الآلاف، منهم مدنيون ومسلحون وأفراد أمن، منذ تصاعد القتال عام 2013 على مدى عامين في جرائم تشمل الاعتقالات الجماعية التعسفية، والإخفاء القسري، والتعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، وهجمات جوية وبرية قد تكون غير قانونية ضد المدنيين.

 

وحمل التقرير القوات المسلحة وقوات الشرطة المصرية المسئولية عن غالبية الانتهاكات الموثقة في التقرير، ارتكب المسلحون المتطرفون أيضا جرائم مروعة، بما فيها خطف وتعذيب عشرات السكان، وقتل بعضهم، والإعدام خارج نطاق القضاء بحق عناصر الأمن المحتجزين.

 

قال مايكل بيج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “أبدت قوات الأمن المصرية ازدراء تاما لحياة السكان، عوضا عن حمايتهم، وحوّلت حياتهم اليومية إلى كابوس مستمر من الانتهاكات. يجب أن يدق هذا الازدراء الرهيب بحق سكان سيناء ناقوس خطر جديد لدول مثل الولايات المتحدة وفرنسا، التي تؤيد بشكل أهوج جهود مصر في مكافحة الإرهاب.”

 

سيناء هتعيش

استقبلوا النازحين.. مبادرة شعبية لمساعدة أهالي شمال سيناء خلال العملية العسكرية "سيناء 2018"

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Dimanche 11 février 2018

 

 

 

أتمت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 54 من سكان شمال سيناء بين 2016 و2018 من أجل التقرير، فضلا عن مقابلات أخرى عدة مع ناشطين وصحفيين وشهود آخرين، من بينهم ضابطان سابقان بالجيش وجندي ومسؤول حكومي سابق عملوا جميعا في شمال سيناء، ومسؤول أمريكي سابق مختص بالأمن القومي وكان مكلفا بمتابعة الشأن المصري. راجعت هيومن رايتس ووتش أيضا عشرات البيانات الرسمية، ومنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، وتقارير إعلامية، وعشرات صور الأقمار الصناعية لتحديد المنازل المهدمة، ومراكز الاعتقال العسكرية السرية. حظر الجيش فعليا التقارير المستقلة من شمال سيناء، ولاحق وسجن عدة صحفيين غطّوا الأحداث هناك.

 

وجدت هيومن رايتس ووتش أن الأعمال العدائية في شمال سيناء، مع استدامة القتال بين قوات ذات هياكل منظمة، وصلت إلى مستوى النزاع المسلح غير الدولي، وأن الأطراف المتحاربة انتهكت قوانين الحرب الدولية وكذلك قوانين حقوق الإنسان المحلية والدولية.

استراتيجية جديدة لمسلحي سيناءتفجير انتحاري وسط سوق شعبي يسفر عن مقتل 7 وإصابة 26

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Mercredi 10 avril 2019

 

استهداف وإساءة معاملة المدنيين، وعدم تمييز المدنيين عن المقاتلين من قبل الجانبين، أدى إلى سحق الحقوق الأساسية للمدنيين وتدمير أي حيّز مُمكن للنشاط السياسي السلمي أو المعارض. كما ساهمت تلك الانتهاكات في تصعيد عسكرة الصراع، وتهجير السكان.

 

قال أحد السكان لـ هيومن رايتس ووتش: “لماذا كل هذا؟ هل علينا حمل السلاح والعمل مع المسلحين، أم  مع الجيش، أو [القبول بـ] العيش كضحايا؟ الجميع يفترسنا”، واصفا كيف عاقبه الجيش ودمر منزله بعد أن خطفه مسلحو داعش وعذبوه.

رسائل من سيناء

لو كلاب كانوا عاملونا أفضل من هكذا، والاحتلال أرحم من السيسيرسائل من نساء سيناء لوقف المجازر التي تحدث ضدهم

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Mercredi 8 août 2018

 

منذ يناير 2014 حتى يونيو2018، قُتل 3,076 مسلحا مزعوما و1,226 من أفراد وضباط الجيش والشرطة في القتال، وفقا للبيانات الحكومية والتقارير الإعلامية. لم تصدر السلطات المصرية أرقاما عن الضحايا المدنيين، ولم تعترف علانية بارتكاب أي تجاوزات. وجدت هيومن رايتس ووتش أن السلطات المصرية كثيرا ما تحصي المدنيين بين المسلحين المزعومين الذين قتلوا، وأن مئات المدنيين قتلوا أو أصيبوا.

 

بناء على البيانات العسكرية والتقارير الإعلامية المصرية، خلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء اعتقلت أكثر من 12 ألف من السكان منذ يوليو 2013 حتى ديسمبر 2018.

بعد 30 عاما من تحرير طاباكيف أعاد السيسي إسرائيل إلى سيناء؟

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Mardi 19 mars 2019

أقرّ الجيش رسميا بحوالي 7,300 عملية اعتقال، لكنه نادرا ما نشر أسماء أو اتهامات هؤلاء المعتقلين. وجدت هيومن رايتس ووتش أن كثرة من هؤلاء الأشخاص تعرضوا للاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وأن بعضهم قتلوا خارج نطاق القضاء.

نزح آلاف السكان من المحافظة في السنوات الأخيرة، إما هربا من النزاع أو بعد أن أجلاهم الجيش قسرا.

 

شمال سيناء هي محافظة قليلة السكان، إذ لا يزيد تعداد سكانها عن 500 ألف نسمة، وتقع على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة.

تواجدت الجماعات المسلحة منذ فترة طويلة في شمال سيناء، لكن الهجمات على المنشآت الحكومية والقوات العسكرية المصرية والقوات الإسرائيلية بدأت بالتصاعد بعد انتفاضة 2011 التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس حسني مبارك الذي حكم طويلا.

 

تصاعد العنف بشكل كبير بعد 2013، عندما أجبر الجيش المصري الرئيس السابق محمد مرسي على ترك منصبه واعتقله.

 

أعلنت جماعة “أنصار بيت المقدس” المحلية المسلحة الولاء لتنظيم داعش أواخر 2014، وغيّرت اسمها إلى “ولاية سيناء”. ردا على ذلك، نشر الجيش أكثر من 40 ألف جندي، بما يشمل وحدات البحرية وسلاح الجو والمشاة. ذكرت تقارير إعلامية أن مصر نسقت عمليات الانتشار هذه مع إسرائيل، وسمحت لإسرائيل على ما يبدو بشن غارات جوية داخل سيناء على مواقع للمسلحين.

 

وثّقت هيومن رايتس ووتش في هذا التقرير، 50 حالة اعتقال تعسفي على الأقل، من بينها 39 حالة إخفاء قسري محتمل على يد الجيش أو الشرطة. 14 منهم ما زالوا مختفين بعد أكثر من 3 سنوات.

 

احتجز الجيش المعتقلين في عزلة عن العالم الخارجي وفي ظروف بالغة السوء، بعيدا عن أي إشراف قضائي. احتجزت قوات الجيش والشرطة أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما مع الرجال البالغين، كما احتجزت النساء لكن عادة بشكل منفصل.

 

وجدت هيومن رايتس ووتش أن العدد المحتمل للمحتجزين سرا لدى الجيش في قاعدة الجلاء العسكرية في ذات الوقت خلال أي نقطة زمنية في السنوات الماضية يصل إلى نحو ألف معتقل، وهي واحدة من 3 مواقع احتجاز عسكرية رئيسية مفصلة في التقرير.

 

قال معتقلون سابقون إن ظروف الاحتجاز لدى الجيش والشرطة شملت شحّ الطعام والماء والرعاية الطبية، واكتظاظ الزنازين الصغيرة.

 

عذّب الجنود والضباط العديد من المعتقلين، بما يشمل الضرب والصدمات الكهربائية.

وثّقت هيومن رايتس ووتش 3 حالات وفاة في الحجز.

 

اقتاد عناصر الجيش والشرطة بعض المحتجزين سرا إلى الصحراء وقتلوهم دون محاكمة، ثمّ ادّعوا في وقت لاحق أنهم قُتلوا في تبادل لإطلاق النار. وثّقت هيومن رايتس ووتش 14 حالة من هذا النوع، ووثّقت سابقا 6 حالات أخرى.

 

وجدت هيومن رايتس ووتش أن الجيش المصري جنّد مجموعات من سكان شمال سيناء في ميليشيات مسلحة لعبت دورا كبيرا في الانتهاكات. ساعدت هذه الميليشيات غير النظامية وغير الرسمية الجيش، الذي كان يفتقر كثيرا إلى الخبرة في شمال سيناء قبل الصراع، من خلال توفير المعلومات الاستخبارية والقيام بمهام نيابة عنه. يستخدم عناصر الميليشيات السلطات الممنوحة لهم بموجب الأمر الواقع للقبض على السكان تعسفا، وتصفية الحسابات والخلافات الشخصية. كما شاركوا في التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء.

 

تجذرت ولاية سيناء، الفرع المحلي لداعش، في منطقة صغيرة شمالي شرقي سيناء على الحدود بين غزة وإسرائيل، وتحافظ على وجودها هناك، حتى بعد 6 سنوات من القتال المستمر.

قال من قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن مسلحي ولاية سيناء ارتكبوا جرائم مروعة، منها خطف عشرات السكان وأفراد الجيش أو الشرطة، وقتل بعضهم خارج نطاق القضاء.

 

أدت هجمات ولاية سيناء العشوائية، مثل استخدام العبوات الناسفة اليدوية الصنع في المناطق المأهولة بالسكان، إلى مقتل مئات المدنيين، ونزوح السكان قسرا.

كما هاجمت الجماعة المدنيين عمدا من المرجّح أن يكون عناصر الجماعة مسؤولين عن هجوم نوفمبر 2017 على مسجد الروضة في شمال سيناء، والذي قتل 311 شخصا على الأقل، من بينهم أطفال، وهو الهجوم الأكثر دموية الذي قامت به جماعة مسلحة غير حكومية في تاريخ مصر الحديث.

وفي أجزاء من مدينتي رفح والشيخ زويد في شمال سيناء، أنشأت المجموعة محاكمها الشرعية التي أشرفت على “المحاكمات” غير العادلة، وأنشأت نقاط تفتيش، وفرضت بعض القواعد الإسلامية وفقا لمفهوم “الحسبة”.

 

على “مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة” و”اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب” تشكيل لجان مستقلة للتحقيق في الانتهاكات في سيناء، نظرا لتقاعس السلطات المصرية عن فعل ذلك.

 

على شركاء مصر الدوليين وقف جميع المساعدات الأمنية والعسكرية على الفور حتى تُنهي مصر انتهاكاتها. جرائم الحرب، بموجب القانون الدولي، لا تسقط بالتقادم ويمكن ملاحقة مرتكبيها قضائيا دون أي حد زمني، وعديد من الدول تسمح بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية بالقبض على الأفراد المتورطين ومحاكمتهم فيها لارتكابهم جرائم حرب في أي مكان في العالم.

 

قال بَيْج: “تنظيم داعش في شمال سيناء يستحق الإدانة العالمية التي تلقاها والمحاسبة الشاملة على انتهاكاته الفظيعة، لكن عمليات الجيش التي شابتها انتهاكات لا تقل خطورة، ومنها جرائم حرب، لابد أن تواجَه بالنقد الشديد لا بالإشادة. على أوثق حلفاء مصر وقف دعمهم للحملة العسكرية التعسفية التي خلّفت آلاف الضحايا المدنيين”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023