صعَّد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو، الاثنين، من خطابه الموجه لقوى المعارضة السودانية، وعلى رأسها قوى إعلان الحرية والتغيير، بعد أيام قليلة من عودته من المملكة العربية السعودية، في زيارة اجتمع فيها مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
واتهم دقلو، في كلمته التي ألقاها أمام قوات الشرطة في العاصمة السودانية الخرطوم، دولا بدعم المعارضة، قائلا أن “هناك دولا وقوى تقف مع خصوم المجلس العسكري الانتقالي“.
وقال حميدتي، إن هناك قوى “تهندس” للفتنة في البلاد “، وإن “ثمة قوى تسعى للوقيعة بين القوات المسلحة وقوى الحرية والتغيير“.
وأعلن دقلو أن المجلس العسكري لن يقفل باب التفاوض مع المعارضة، قائلا: “لن نقفل باب التفاوض لكن يجب ان تشارك في التفاوض كل مكونات الشعب السوداني“
وقال دقلو: “مستعدون لتشكيل حكومة مدنية في غضون 3 أاشهر تكون قوى الحرية والتغيير جزءا فيها“، معربا عن استعداد المجلس تكوين حكومة مهمتها الأساسية التحضير لانتخابات في البلاد.
ولفت إلى أن “المجلس العسكري شريك والآخرون يريدون لنا أن يكون حضورنا رمزيا“، وأضاف: “خصومنا يريدون أن نسلمهم الحكم ونعود إلى الثكنات، ورغم ذلك لم يتركونا“.
وشدد على أن “يد القانون لن يسلم منها أي فاسد“، وأكد دقلو أن المجلس العسكري “لديه القاعدة الشعبية الأوسع في السودان“. وقال: “والله لن نسلم البلاد إلا لإياد أمينة“.
واجتمع قائد قوات الدعم السريع السودانية، الجمعة الماضية، مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مدينة جدة خلال زيارة قام بها حميدتي إلى المملكة.
وقبل أسبوع، أودعت السعودية 250 مليون دولار في المصرف المركزي السوداني في إطار حزمة مساعدات تعهّدت بها المملكة وحليفتها الإمارات للسودان.
وشهدت مدن سودانية، الإثنين، وقفات احتجاجية، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الحشد لإضراب عام يبدأ الثلاثاء، ويستمر يومين؛ للضغط على المجلس العسكري الانتقالي، لتسليم السلطة إلى المدنيين.
وشهدت العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية، وقفات احتجاجية لعاملين بمؤسسات حكومية وشركات عامة وخاصة وبنوك وجامعات وقطاعات مهنية، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين.
وأخفق المجلس العسكري وقوى التغيير، الثلاثاء، في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة، خلال المرحلة الانتقالية.
وتتهم قوى التغيير المجلس العسكري بالسعي إلى السيطرة على عضوية ورئاسة المجلس السيادي.
ويعتصم آلاف السودانيين، منذ الشهر الماضي، أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول أخرى، بحسب محتجين.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير، من الرئاسة، بعد 30 عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.