أكد رئيس حزب الدستور، علاء الخيام، على أن الحياة السياسية في مصر عقب أعقاب أحداث 3 يوليو 2013، تم تدميرها وتجريفها بسبب الضربات الأمنية المتلاحقة للمعارضين، في ظل منع أي هامش للمعارضة، وحملات تهديد وتشويه ومزايدات لا حدود لها، وتدهور الأوضاع الحقوقية بشكل بشع.
وأوضح الخيام في تصريحات صحفية، أن تعامل النظام القائم، سيؤدي إلى سحق واختفاء المعارضة رويدا رويدا، لافتا، أن ذلك سيجعل مصر مثل كوريا الشمالية.
وشدد على أن غلق جميع السبل الآمنة للتغيير، قد يدفع البعض للبحث عن مسارات أخرى للتغيير بعيدا عن المسارات السلمية والديمقراطية والدستورية، موضحا أن الشعب لن يتحمل والوطن كلفة هذه المسارات التي ستكون عواقبها وخيمة على الجميع.
وتابع: «من الواضح أن النظام لن يرحل بصندوق الانتخاب ويصر بحالة جنونية على البقاء والاستمرار في الحكم».
وعن التحركات التي يقودها البرلماني أحمد طنطاوي لبناء جبهة وطنية واسعة لتأخذ شكل تحالف سياسي وانتخابي لإنقاذ المسار السياسي وتصحيح الأوضاع القائمة بمصر، أشار إلى أن الكيان الجديد، سيكون أكبر وأوسع من الحركة المدنية الديمقراطية؛ حيث سيشمل باقي الأحزاب والقوى والشخصيات التي لم تكن مشاركة في الحركة لأسباب معينة، آملا أن يعلن عنه قريبا.
وحول عودة البرادعي إلى القاهرة خلال أسابيع قليلة مقبلة، قال الخيام، إنه لا توجد لديهم معلومات واضحة حتى الآن، وإنه يتمنى بطبيعة الحال عودته اليوم قبل غدا، فهو بالنسبة لنا الأب الروحي للحزب وشخصية مرموقة وقيادة وطنية كبيرة وأحد أهم رموز ثورة يناير، إلا أنه لم يتأكد من مدى صحة الأمر بعد.
وأوضح أن حزب الدستور ليس لديه مانع من انضمام ومشاركة جميع الأحزاب المسمُوح لها بالعمل داخل مصر بغض النظر عن خلفيات أو أيدولوجية هذه الأحزاب، لأن الهم العام الذي يجمع الجميع والتحديات التي تواجهه أكبر بكثير مما يفرق، وكل من يمارس المعارضة السلمية أهلا وسهلا به.
وأكد على ضرورة تنحية الخلافات الأيدولوجية جانبا، والبحث عن المشتركات التي تجمع الكل، والاتفاق والتنسيق في القضايا والنقاط المشتركة والتي لا خلاف عليها.
ورفض الخيام بشدة في سياق حديثه، تشكيك البعض في المعارضة بالخارج، دعيا إلى دراسة الدعوة التي أطلقها المرشح الرئاسي السابق، أيمن نور، والتي دعت إلى بدء حوار وطني حقيقي وجاد لإنقاذ مصر مما هي فيه.
وأضاف رئيس حزب الدستور، لو كانت هناك مشاورات مسبقة مع الشخصيات التي تحدث عنها الدكتور أيمن نور أو تم طرح المبادرة بدون أسماء لأصبحت ردود الفعل أفضل كثيرا، إلا أن مبادرته في النهاية تُعد محاولة واجتهادا له ما له وعليه ما عليه.
وشدد الخيام، على ضرورة التنسيق بين جميع قوى المعارضة خاصة في المواقف والمعارك الوطنية التي لا تختلف عليها، والتي يجب أن تكون صفا واحدا في التعاطي معها، خاصة أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية العام المقبل ثم انتخابات المحليات إلى الوصول لانتخابات الرئاسة في 2024،
وأوضح رئيس حزب الدستور، أن الحزب يرفض فكرة التفاوض مع النظام، لكن لا مانع لديه من الدخول في حوار ونقاش معه، لأن الحوار يجب أن يشمل الجميع وسيلجأ له الجميع في مرحلة ما.
وأكد الخيام في ختام حديثه، على أن النظام ليس لديه أي فكر سياسي للتفاوض؛ فهو يمارس المنهج الأمني الغشيم ويوجه ضربات أمنية موجعة لكل قوى المعارضة على اختلاف أطيافها، لأنه يرفض تماما أي معارض له بأي درجة من الدرجات.
وأكد على أن تلك السياسيات الغشيمة، ستؤدي إلى سقوط النظام، مثل سقوط نظام المخلوع مبارك، منوها أن السبب الحقيقي لسقوط مبارك ونظامه هو السياسات والممارسات الكارثية التي انتهجوها، والتي كان لها أثر سيئ على الشعب والدولة المصرية بعدما استهانوا بالشعب وقواه السياسية.