ألغى عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، جولة أفريقية إلى أربع دول، بعد توجيهات سيادية له بـ«مخاطر محتملة» من مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجنوب أفريقي، الذي كان من المقرر أن يحضره في إطار تعزيز التعاون بين القاهرة وبريتوريا، أثناء ترؤس مصر للاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري، وفقا لصحيفة «النهار» اللبنانية.
واضطر السيسي إلى تأجيل جولته الأفريقية، تخوفا من دعاوى قضائية ضده مقدمة من نشطاء ومعارضين مصريين ضد نظام حكمه، طبقا للصحيفة
وأضافت الصحيفة اللبنانية المعروفة، أن السيسي يواجه اتهامات باعتباره «مسؤولاً عن عملية فضّ اعتصامَي رابعة العدوية والنهضة، أثناء توليه وزارة الدفاع في أغسطس 2013»، وهي القضية التي تتبناها «جماعة الإخوان المسلمين» في جنوب إفريقيا من أجل اعتبارها «جريمة حرب» تستوجب محاسبة المسؤول عنها.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي اضطر إلى إلغاء زيارة عام 2015، بسبب السعي آنذاك لاستصدار قرار بحقه يمنعه من السفر حال وصوله إلى جنوب أفريقيا.
وأكدت الصحيفة وفق مصادر مطلعة أن تخوف السيسي من التوقيف هو السبب الأساسي لعدم ذهابه إلى جنوب أفريقيا، وإلغاء جولة تشمل زامبيا، الكونغو الديمقراطية وأنجولا، وتستمرّ أسبوعاً ضمن الجولات الأفريقية المُكثّفة له منذ بداية العام الجاري.
وبحسب التقرير الذي رُفع للسيسي، فإن تصديق جنوب أفريقيا على معاهدة روما المؤسِّسة للمحكمة الجنائية الدولية يمكّنها من نظر قضايا متعلقة بجرائم ارتُكبت خارج البلاد، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأضافت الصحيفة أن وجود تحركات لتنظيم احتجاجات معارضة لزيارة السيسي، فضلاً عن «مخاوف أمنية» مرتبطة بحضوره، وعدم إمكانية توقع ردّ الفعل القضائي، أدت إلى التوصل لقرار إلغاء الزيارة.
واعتذر الجانب المصري إلى جنوب أفريقيا عن عدم حضور السيسي لمراسم احتفال الرئيس سيريل رامافوزا بولاية ثانية، مع التأكيد على مشاركة وفد مصري رفيع المستوى إلى الاحتفالية، أملا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتنسيق المواقف إفريقياً في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في السودان وليبيا.
وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن تعليمات وجهت لوسائل الإعلام المصرية، مساء الخميس، بتجاهل أي أخبار عن الجولة، مما اضطر صحيفة الأهرام إلى حذف خبر الزيارة من موقعها الإلكتروني، بالرغم من نشره ورقيا، وبعدما كان بعض صحفيّي الرئاسة قد غادروا بالفعل إلى جنوب أفريقيا، فيما كان آخرون في طريقهم إليها.
وأكدت الصحيفة أن جهات سيادية وبخت وسائل الإعلام لنشرها تفاصيل الزيارة من دون صدور بيان رسمي من رئاسة الجمهورية، وهو التقليد الذي كان متبعاً منذ شهور.