أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الأحد، عقد ورشة عمل في مملكة البحرين، ستشكل الجزء الأول لما يعرف بـ “صفقة القرن”، وذلك تحت اسم “السلام من أجل الازدهار”.
وجاء في البيان المشترك الذي أصدرته كلا من مملكة البحرين والولايات المتحدة: “ستستضيف مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية ورشة العمل الاقتصادية “السلام من أجل الازدهار” في المنامة في الـ25 والـ26 من يونيو 2019″.
بيان مشترك من الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة #البحرين: ستستضيف مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة ورشة عمل اقتصادية في #المنامة تحت عنوان "السلام للازدهار" في 25 و 26 يونيو.@USEmbassyManama @StateDept
— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) May 20, 2019
وتابعت المنامة وواشنطن بيانهما قائلتين: “ستشكل ورشة العمل هذه فرصة جوهرية للقاء الحكومات والمجتمع المدني والقادة الاقتصاديين بهدف تشارك الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وتوفير الدعم للاستثمارات الاقتصادية المحتملة والمبادرات التي يمكن التوصل لها باتفاقية سلام“.
تشكل هذه الورشة فرصة مهمة للجمع بين الحكومة والمجتمع المدني، وقادة الأعمال لمشاركة الأفكار، ومناقشة الاستراتيجيات، والتشجيع على دعم أيّ فرص ومبادرات استثمارية اقتصادية التي يمكن أن تحصل بسبب إتفاقية السلام.
— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) May 20, 2019
وأضاف البيان: “ستوفر ورشة “السلام من أجل الازدهار” نقاشات حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلا مزدهرا للفلسطينيين والمنطقة، بما في ذلك تعزيز إدارة الاقتصاد وتطوير رأس المال البشري وتسهيل نمو سريع للقطاع الخاص“.
ستيسر هذه الورشة المناقشات حول رؤية طموحة وقابلة للتحقيق ووضع إطار عمل يحقق مستقبل مزدهر للفلسطينيين والمنطقة، والذي يتضمن الإدارة الإقتصادية وتطوير الرأسمال البشري، وتيسير نمو القطاع الخاص بسرعة.
— الخارجية الأمريكية (@USAbilAraby) May 20, 2019
وفي السياق ذاته، قال كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، ومهندس صفقة القرن،”نتطلع قدما للعمل مع القادة الاقتصاديين والمفكرين من جميع أرجاء المنطقة والعالم بهدف بناء إجماع حول أفضل خطوات يمكن للمجتمع الدولي أن يتخذها من أجل تطوير البنية لمستقبل مزدهر، الفلسطينيون وجميع شعوب الشرق الأوسط يستحقون مستقبلا يعيشون فيه بكرامة، وفرصة لعيش حياة أفضل”.
وتابع كوشنر، قائلا: “يمكن تحقيق التطور الاقتصادي عبر رؤية اقتصادية صلبة وحل الخلافات فقط، نتطلع لعرض رؤيتنا حول الخطط لحل المشاكل السياسية العالقة في المنطقة قريبا”.
وفي سياق مواز، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إنه لم يتم التشاور مع الفلسطينيين بشأن مؤتمر تعقده واشنطن في البحرين الشهر المقبل ويهدف لتشجيع الاستثمار الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف اشتية مخاطبا الصحفيين “يؤكد مجلس الوزراء أنه لم يُستشر حول هذه الورشة المذكورة لا من ناحية المدخلات أو المخرجات أو التوقيت، والشأن الاقتصادي نتاج الحل السياسي، والفلسطيني لا يبحث عن تحسين ظروف العيش تحت الاحتلال”.
واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان علقت فيه على الإعلان الأميركي عن تنظيم ورشة العمل في البحرين، الولايات المتحدة بنقل الصراع من الإطار السياسي إلى الديني بغطاء اقتصادي.
الخارجية والمغتربين// صفقة القرن تنقل الصراع من الإطار السياسي إلى الديني بغطاء إقتصادي تؤكد وزارة الخارجية…
Publiée par وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية sur Lundi 20 mai 2019
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن غالبية عناصر “صفقة القرن” كانت قد نفذت دون أية أثمان وبتوافق بين فريقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو على “حسم تدريجي لكافة قضايا الحل النهائي من طرف واحد ولصالح الاحتلال“.
وذكرت الوزارة أن تلك القضايا، بما في ذلك مسائل القدس واللاجئين الفلسطينيين والاستيطان والاحتلال، تم إخراجها من إطار التفاوض وإسقاطها عنوة، متهمة البيت الأبيض بالإدلاء بتصريحات وطرح مواقف “من شأنها أن تؤسس لقانون جديد قائم بالأساس على التفوق الأمريكي والحصانة الإسرائيلية من أية مساءلة“.
وشددت الخارجية الفلسطينية على أن إدارة ترامب تخضع لتطلعات نتنياهو الذي ليس معنيا بإطار سياسي لـ“صفقة القرن” ولا ينوي تقديم أي تنازلات بموجبها، معتبرة أن رئيس وزراء الاحتلال تمكن مرة أخرى من فرض رؤيته وإقناع البيت الأبيض بتأجيل الشق السياسي من خطة السلام الجديدة والحديث عن السلام الاقتصادي، في “محاولة لإغواء الفلسطينيين والعرب باستثمارات عديدة لنكتشف لاحقا أنها أموال عربية أصلا“.
وجددت الخارجية الفلسطينية تأكيدها أنه “لا سلام اقتصاديا دون سلام سياسي مبني على أسس المرجعيات الدولية المعتمدة“، مضيفة: “كل أموال الدنيا لن تجد منا شخصا يقبل التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين وعاصمتنا القدس الشرقية المحتلة“.