كشف تحقيق لموقع MDR.de الألماني، عن الخوف والتهديدات التي يعيش فيهما، العديد من السعوديين الذين هربوا من بلادهم إلى ألمانيا، بعد تقديمهم لبلاغات عن تعرضهم للمراقبة والتجسس من قبل الحكومة السعودية.
ونقل الموقع رسالة تهديد وصلت لشابة سعودية هربت من المملكة وتقيم بمدينة هالبيرشتادت الألمانية، كان نصها: “نحن نعرف من أنت، أنت سعودية وستندمين على كل شيء فعلتيه”.
واكتشفت هذه الفتاة، عن إصدار المملكة مذكرة اعتقال بحقها، بعد اكتشاف عائلتها هروبها، لأنها خرجت دون إذن منهم.
بينما أظهرت مذكرة الاعتقال التي عرضتها الفتاة، أن والدها طلب القبض عليها، لقيامها “بنشاط مشبوه، والترويج لترك الدين الإسلامي، ومعارضة نظام الحكم في المملكة”.
وقالت الفتاة، إنها تعرضت للتهديد والملاحقة مرتين من قبل رجلين، أثناء طريقها إلى منزلها في ألمانيا، وأنها شعرت بالخوف الشديد وأسرعت في طريقها، قبل أن يقوم أحدهم بتهديدها باللغة العربية، أنها ستندم على كل ما قامت به.
وأكد شتيفان باينتنر، رئيس جمعية “لاجئون علمانيون بألمانيا”، أن اللاجئين السعوديين، خاصةً النساء، يعانون مشكلة التعرض للمراقبة من قِبل عوائلهم، التي تعلم جيداً ما تفعل السعوديات هنا، مستشهداً بالتهديدات التي تصل إليهن من العوائل، والتي تتضمن تفاصيل عن حياتهن هنا.
وتحدث عن مشاهدته فيديوهات مصورة بهواتف محمولة لدى سعوديات كانت جمعيته تقدم الرعاية لهن تُظهر وقوف رجال أمام نوافذ منازلهن ونظرهم إلى الأعلى، ثم ملاحقة هؤلاء أنفسهم للنساء وسط المدينة.
وخمن أن الذين يلاحقون السعوديين ليسوا من مواطنيهم، بل ربما لاجئون من جنسيات أخرى، يُدفع لهم المال مقابل المراقبة وتقديم المعلومات، لافتاً إلى أن كثيراً من السعوديات والسعوديين أيضاً يقولون إنه ما زال يتوجب عليهم الاختباء في ألمانيا.
وقال شاب متخصص بالمعلوماتية يُدعى محمد العباد (31 عاماً)، يدَّعي أنه كان معارضاً للنظام ومسجوناً في السعودية، وتم تدريبه من قِبل الاستخبارات السعودية، قبل إطلاق سراحه بعدما تظاهر بقبول عرض الاستخبارات بالتجسس على الهاربين من البلاد، كي يستطيع مغادرة المملكة.
وزعم أنه تلقى إرشادات دقيقة هاتفياً وهو في طريقه إلى ألمانيا، عمن يتوجب التجسس عليه، وعندما توقف عن الرد على مُوجِّهيه بعد خروجه، بدأت التهديدات تصل إليه، واتباع أسلوب بات معروفاً بالنسبة للهاربين من السعودية، بذكر معلومات لهم في رسائل تُظهر أنهم يعرفون مكان وجودهم في يوم معين.
وتحدث طالب عبدالمحسن، وهو ناشط يعيش بشرق ألمانيا ويقدم مشورة للسعوديات الراغبات في الهرب إلى أوروبا، عن كيف أن كثيرات منهن يخبرنه بأن السفارة السعودية تتصل هاتفياً بمركز إيواء اللاجئين الذي يوجدن فيه، وتسأل إن كانت اللاجئات هناك، بزعم أنها تتصرف باسم العائلات، خاصة في مخيم هالبرشتات الذي يتم إرسال طالبات اللجوء السعوديات إليه، لافتاً إلى أن السفارة تعرف أن هذا التصرف سيجعل اللاجئات يشعرن بالذعر.
وانتقد “العباد” إرسال جميع السعوديين إلى مخيم الاستقبال الأَولي في هالبرشتات، وهو ما يسهل مهمة الحكومة والسفارة السعودية في ملاحقتهم، بدفع المال لأحدهم كي يراقب شخصاً بعينه، مشدداً على أنه يعتقد وجود من يراقبهم هناك، وأن السفارة تؤدي دوراً في ذلك.
وأبدى رئيس جمعية “لاجئون علمانيون بألمانيا” عدم تفهُّمه سبب إرسال جميع السعوديين إلى مخيم بلدة هالبرشتات، مذكِّراً بأن توزيعهم سيصعِّب مهمة الحكومة السعودية في مراقبتهم، داعياً إلى إلغاء الإلزام بالإقامة في مكان معين بالنسبة لهم، وفرض حظر على الكشف عن معلومات عن السعوديين/ات، لكي لا تعلم العائلات مكان الإقامة.