نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية، مقالا تحت عنوان “حب أميركا للدكتاتوريين كحبها لفطيرة التفاح” قالت فيه إن الرئيس ترامب احتضن رجلا قويا آخر وهذه المرة في ليبيا، ورأى أن ذلك ليس إخفاقا شخصيا من جانب ترامب بل هو عرف وطني.
وأشار المجلة إلى مكالمة ترامب الهاتفية مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تحدث فيها الرئيس عن “الحاجة إلى تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وأكد على دوره الهام في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد النفط الليبية…” واعتبر المكالمة بمثابة تأييد لسعي حفتر طوال خمس سنوات لترسيخ نفسه كزعيم لليبيا.
وأضافت أن السياسة الأميركية في السابق كانت تدعم الحكومة الليبية التي يسعى حفتر لإزاحتها الآن. وقبل أسبوع فقط من تلك المكالمة -التي كانت في 15 أبريل ولكن لم يكشف عنها حتى يوم 19 من نفس الشهر- قال وزير الخارجية مايك بومبيو مرة أخرى إنه لا يوجد حل عسكري لأزمة ليبيا.
وتابعت المجلة، أنه كشهادة على التأثير المستمر للمقال المذكور، هناك أصداء لنقاش كيركباتريك في نقد تعامل الرئيس باراك أوباما آنذاك مع الانتفاضات العربية التي بدأت أواخر عام 2010 وقرار ترامب الواضح، سواء كان متعمدا أم لا لتأييد حفتر.
وبالنسبة لترامب قد يكون حفتر وغيره أوغادا لكنهم على الأقل، أو هكذا يعلنون، أوغاد أميركا. وعلى النقيض من ذلك هناك أمثال نيكولاس مادورو الفنزويلي والكوبي ميغيل دياز كانيل، وهذان الرجلان القويان يرفضان الانضمام إلى تحالف أميركي واسع بأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ومع أن علاقات أميركا الحالية بالمستبدين تبدو وكأنها من ابتكار ترامب، لكن -كما دافعت كيركباتريك، وكما أظهر الرؤساء ريغان وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن وأوباما- فإن دعم المستبدين والعمل معهم ليس بالأمر الغريب.
فقبل أن يكون هناك دوترويت بالفلبين، كان هناك فرديناند ماركوس، وقبل السيسي في مصر كان هناك حسني مبارك، وقبل محمد بن سلمان بالسعودية كان هناك أعمامه، وقبل حفتر كان هناك معمر القذافي.
ويمكن أن يجادل البعض ما إذا كانت هذه العلاقات تستحق العناء فيما يتعلق بتحقيق المصالح الأميركية، لكن علاقات واشنطن بالمستبدين كانت ولا تزال قوية.
وختمت المجلة بأن أسلوب ترامب تجاه الأقوياء يبدو بالغ الضرر لأن هذا هو العصر الذي تتراجع فيه الديمقراطية، ورئيس الولايات المتحدة يؤيد أولئك الأشخاص الذين يتحملون أكبر قدر من المسؤولية عنها.