ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على قطع علاقاته مع مستشاره المتهم بارتكاب جريمة قتل.
وتقول الصحيفة في تقرير ترجمته، “عربي21″، إن من المفهوم أن موضوع القحطاني، جاء في لقاء خاص جمع بومبيو مع ولي العهد السعودي وشقيقه الأمير خالد بن سلمان، مشيرة إلى أن السلطات الأميركية تعتقد أن المستشار السابق لولي العهد، سعود القحطاني، قام بالإشراف على فريق القتل الذي شكل لقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
ويلفت التقرير إلى أنه يعتقد أن العلاقة ظلت مستمرة بين القحطاني ومحمد بن سلمان حتى بعد الجريمة، دون أن يظهر أي حضور قوي في الأشهر الماضية.
مقرب من ولي العهد ورفيق دائم له في رحلاته الخارجية ..تعرف على مسؤول اللجان الإلكترونية الذي ضحت به السعودية في قضية خاشقجي#سعود_القحطاني
Publiée par شبكة رصد sur Samedi 20 octobre 2018
وتعلق الصحيفة قائلة إن النصيحة لتهميش القحطاني تأتي في وقت يواجه فيه بومبيو مساءلة شديدة من الكونجرس بشأن دعمه للسعودية، لافتة إلى أن المشرعين انتقدوا إدارة دونالد ترامب كونها لم تقم بشجب كاف للرياض في أعقاب مقتل جمال خاشقجي.
ويفيد التقرير بأنه تم توبيخ القحطاني علنا بعد الجريمة، فأمر الملك سلمان بعزل مستشار ابنه، وكان عزله بمنزلة اعتراف بأن المستشار القوي و”ملك” منابر التواصل الاجتماعي له دور في مقتل خاشقجي، مستدركا بأن تقارير أشارت بعد أشهر من عزله، إلى أنه لا يزال يتواصل مع الأمير المعروف باسم “أم بي أس”، ويشارك في قمع المعارضين، فيما أشارت تقارير وناشط في حقوق الإنسان إلى تورط القحطاني في تعذيب الناشطات المعتقلات.
وحصلت “الجارديان” على معلومات تفيد بأن القحطاني، الذي عمل مديرا لوحدة السايبر، ظل يمارس دوره في داخل مكتب ولي العهد الخاص، مشيرة إلى أنه بحسب مصدر على معرفة بالأمر، فإن ولي العهد ظل موال للقحطاني، وقال المصدر: “لست متأكدا من أن (أم بي أس) سيهتم بما تريده الولايات بشأن هذا”.
وبحسب التقرير، فإن متحدثا باسم السفارة السعودية في واشنطن رفض الرد على طلب التعليق على دور القحطاني في المملكة، أو المزاعم التي تحدثت عنها الحكومة الأميركية.
وتنوه الصحيفة إلى أن اسم القحطاني وضع على قائمتي عقوبات أميركية، ففي نوفمبر، وضعت وزارة الخزانة الأميركية اسم القحطاني على قائمة عقوبات لعدد من السعوديين، وقالت إنه “كان جزءا من التخطيط والتنفيذ للعملية التي قادت إلى مقتل خاشقجي”، فيما قالت وزارة الخزانة إن القحطاني كان واحدا من المسؤولين السعوديين، الذين شاركوا في “عملية القتل البشعة” للصحفي الذي استهدف بالعملية البشعة.
ويذكر التقرير أن وزارة الخارجية أعلنت في بداية هذا الأسبوع عن منع 16 سعوديا وعائلاتهم من دخول الولايات المتحدة لدورهم في عملية القتل، ونشرت الخارجية هذا الأمر؛ “لأن لديها معلومات موثوقة عن تورط مسؤولي دولة أجنبية في فساد أو انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان”.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة السعودية قالت إن مقتل خاشقجي كان عملية مارقة، وأنكرت أي دور لولي العهد فيها، وقال وزير الدولة في الخارجية عادل الجبير: “لم يكن ولي العهد على علم بذلك. هذه عملية تجاوز فيها الأفراد الأوامر والمسؤوليات التي كلفوا بها، وارتكبوا خطأ عندما قتلوا جمال خاشقجي في القنصلية وحاولوا التستر عليها”، إلا أن المخابرات الأميركية “سي آي إيه” توصلت إلى نتيجة أن الأوامر صدرت من ولي العهد، بدرجة من الثقة تتراوح من متوسطة إلى عالية.
سري للغاية .. تقرير لسي آي إيه يكشف تفاصيل مراسلات بن سلمان للمشرف على اغتيال خاشقجي سعودي القحطاني
Publiée par شبكة رصد sur Samedi 1 décembre 2018
ويورد التقرير نقلا عن مدير برنامج الأمن في معهد بروكينغز والمحلل السابق في “سي آي إيه” بروس ريدل، قوله إن حديث بومبيو مع الأمير بطريقة خاصة، وحثه على قطع العلاقة مع القحطاني، يعنيان أن “القصة” التي لفقها السعوديون “ليست مقنعة”، وأضاف: “لا أحد يتعامل معها بجدية، وهناك حالة من اليأس، ويحاولون الآن رمي تابع ولي العهد الأمين تحت الحافلة وتحميله المسؤولية وسيكون (العميل المارق)”.
وتابع ريدل قائلا: “لا أعتقد أن هذا سينجح؛ لأن الأدلة كلها تشير إلى أن القحطاني عمل عن قرب مع (أم بي أس) في هذه العملية والعمليات الأخرى”، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي أصبح “شخصا غير مرغوب فيه” في معظم الدول الديمقراطية إلا البيت الأبيض، وقال إن إدارة ترامب لم تنجح بسحب قصة خاشقجي تحت البساط.
هددها بالاغتصاب والقتل ورمي جثتها في المجاريشقيقة أحد المعتقلات السعوديات تكشف جرائم سعود القحطاني بحق أختها
Publiée par شبكة رصد sur Lundi 14 janvier 2019
وتلفت الصحيفة إلى أن شجب بومبيو للقحطاني يأتي في وقت تعيش فيه العلاقة الأميركية السعودية حالة من الاضطراب، فرغم الدعم الذي قدمه ترامب وزوج ابنته جارد كوشنر، إلا أن الكونغرس يواصل هجماته التي ظهرت في القرار الذي طالب بوقف الدعم الأمريكي للسعودية في حربها في اليمن.
وتختم “الجارديان” تقريرها بالقول، إن هناك أسئلة متزايدة حول السفيرة السعودية الجديدة ريما بنت بندر آل سعود، التي لم تقدم أوراق اعتمادها، وعينها ابن سلمان في فبراير، لكنها غائبة عن الإعلام باستثناء تعيينها مسؤولة عن الفيدرالية السعودية الخاصة، الذي أعلن عنه في مارس.