أبدت صحيفة الأهرام في افتتاحية عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء اهتماما بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستبدأ اليوم ، مشيرة إلى أنه أيا كان الفائز في السباق الديمقراطي باراك أوباما أو الجمهوري ميت رومني، فليس من المتوقع حدوث تغيير جوهري في السياسة الخارجية الأمريكية، في ظل الإدارة الجديدة.
وقالت الصحيفة "إن المصلحة الأمريكية ظلت هي الحاكمة لعلاقات الولايات المتحدة بدول المنطقة والعالم، فلاشك أن مصالح الشعبين المصري والأمريكي الثنائية لا يصح أن تكون رهينة نظرة قاصرة من الإدارة الأمريكية، تطل من خلالها علي علاقتها مع مصر، من خلال البوابة الإسرائيلية".
واعتبرت الصحيفة أن اللغة التي استخدمها كل من أوباما ورومني في مناظرتهما الثالثة، عند حديثهما عن مصر كانت مؤلمة، إذ أكد الأول أن العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية خط أحمر بالنسبة لإدارته، يتوقف عليه مستوى علاقة بلاده بمصر، في حين ألمح الثاني إلي ربط التعاون الاقتصادي بين واشنطن والقاهرة بمستوي تلك العلاقات (المصرية ـ الإسرائيلية)، الأمر الذي يعكس انحيازا من كلا المرشحين إلي جانب إسرائيل، وتحاملا غير مبرر علي مصر.
وقالت الصحيفة "إن مصر، ما بعد الثورة، تتفق مع أمريكا ـ ما بعد الانتخابات ـ في العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل، والمصلحة المشتركة، ولا مكان فيها للتبعية، أو ارتهان القرار المصري، أو قبول الانحياز الأمريكي للجانب الإسرائيلي، أو استمرار تجاهل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لحقوق الشعب الفلسطيني، والإصرار علي استمرار التواجد الأمريكي المستفز في العراق وأفغانستان".
وأكدت الصحيفة أن مصر تلتزم في نظامها الديمقراطي الجديد بمصلحتها العليا، وأمنها القومي، وإرادتها الحرة، وانتمائها العربي، وتضع ذلك كله فوق أي اعتبار، ولن تقبل بأن يضع لها أحد حدودا حمراء لعلاقتها معه، أو مع غيره، كما أنه ليس لدي المصريين سقف توقعات عال من الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد أن أدركوا أن كل ما قد تستطيعه أمريكا هو مساعدتهم اقتصاديا، وهو أمر لم يلمسه المصريون بشكل جدي منذ ثورة25 يناير2011 وحتي الآن، بينما تظل مصر في بؤرة الاهتمام الأمريكي، نظرا للتأثير البالغ، لما يحدث فيها، ويصدر عنها، علي المنطقة، والمصالح الأمريكية.
