كشف فريق علمي دولي، الأربعاء، عن التقاط أول صورة على الإطلاق لثقب أسود، باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التليسكوب، بمشاركة أكثر من 200 عالم، في هذا الإنجاز.
وتظهر الصورة هالة من الغبار، تتبع الخطوط العريضة لثقب أسود هائل في قلب مجرة “Messier 87″، على بعد 55 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وعقدت الأربعاء 6 مؤتمرات صحفية متزامنة،في واشنطن وبروكسل وسانتياجو وشنغهاي وتايبه وطوكيو، للكشف عن صورة هذا الثقب الموجود في قلب مجرة على بعد نحو 54 مليون سنة ضوئية عن الأرض.
وتم اكتشاف هذا الثقب، بواسطة تلسكوب “Event Horizon”، وهو شبكة مكونة من ثمانية مناظير راديوية تمتد مواقعها من أنتاركتيكا إلى إسبانيا وتشيلي.
Over the last two weeks we showcased 11 millimeter-radio observatories across the globe that are planned for the full…
Publiée par Event Horizon Telescope sur Dimanche 7 avril 2019
وقال زيري يونسي، وهو عضو في فريق تلسكوب “Event Horizon”، من جامعة كوليدج لندن: “للمرة الأولى، التقطنا صورة لهذا الشيء الأكثر غموضا“، وأضاف: “إنه حرفيا بوابة للخروج من الكون إلى شيء مجهول تماما“.
وتعطي الصورة أول لمحة مباشرة عن القرص المحيط بالثقب الأسود، وهو عبارة عن حلقة من الغاز والغبار على شكل “دونات” غامضة، “تغذي” الوحش بداخله بثبات.
والتقط التلسكوب الإشعاعات المنبعثة من الجسيمات الموجودة داخل القرص، والتي يتم تسخينها بمليارات الدرجات أثناء دورانها حول الثقب الأسود بالقرب من سرعة الضوء، قبل أن تختفي أسفل الثقوب.
ويشبه منظر الهالة في الصورة الهلال، ذلك أن الجسيمات في جانب القرص تدور نحو الأرض، وتتدحرج نحونا بشكل أسرع، وتبدو أكثر إشراقا، فيما يظل الظل الداكن داخل حدود أفق الثقب الأسود، في نقطة اللاعودة، حيث لا يمكن لأي ضوء أو مادة تسافر بسرعة كافية، الهروب من الجاذبية التي لا ترحم للثقوب السوداء.
وكانت نظرية النسبية لأينشتاين أول من تنبأ بوجود الثقوب السوداء، رغم أن أينشتاين نفسه كان يشك في أنها موجودة بالفعل.
ومنذ ذلك الحين، جمع علماء الفلك أدلة دامغة على أن هذه المجاري الكونية موجودة هناك، لكن الثقوب السوداء صغيرة للغاية ومظلمة وبعيدة، ويتطلب رصدها مباشرة تلسكوبا بدقة “تعادل القدرة على رؤية الخبز على القمر“.