شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فوبيا الإخوان المسلمين

فوبيا الإخوان المسلمين
فوبيا الإخوان هذه الأيام تجتاح المشهد السياسي بشكلٍ مشابه لحالة التخوف التي عانى منها الإخوان في ضل الديكتاتوريات العربيه والحكم...

فوبيا الإخوان هذه الأيام تجتاح المشهد السياسي بشكلٍ مشابه لحالة التخوف التي عانى منها الإخوان في ضل الديكتاتوريات العربيه والحكم السابق في كلٍ من تونس ومصر بشكل خاص وفي أخرى مستقره عموماً، والسبب في ذلك يرجع لانتصاراتهم السياسيه مؤخراً وسيطرتهم التشريعيه والتنفيذيه في وقتٍ شهدت فيها أحزاب المعارضه الصوريه المدعومه من الأنظمه السابقه إنحساراً في وجودها الحزبي بعد انكشاف الغطاء واتضاح دورهم السابق في تدعيم حكم الأنظمه الديكتاتوريه، حينها لجأت هذه الكيانات لتلعب دور المعارضه من جديد ولكن بثوب المنتقد لكل ما هو إسلامي وكأننا نعيش بداية بروز تركيا علمانيه جديده. المحبط في هذه الوجوه العتيقه كما الظاهر هو سرعة تغييرها للأقنعه والسباحه عكس التيار والمعارضه للإختلاف فقط ولكن بروح الوطنيه الزائفه والحرص على مصلحة الشعب وحقوقه!
للتوضيح اشهد هنا أني لست من الإخوان ولا أنتمي لهم أو لأي فصيلٍ سياسيٍ أياً كان رغبة ً مني في الأبقاء على علاقة الود وروح السلم مع الأجهزه الأمنيه والعيش بهدوء وسلام، فما دعاني للخوض في المكروه هو تفاقم الجدل والحوار والهلع السياسي الذي يجتاح الشارع السياسي العربي هذه الأيام ( لا الشعبي) من كل ما يمت للدين بصله وخصوصاً ما جرى تسميته حديثاً بأحزاب الإسلام السياسي وكأن ما عداها كفار وملحدون كماحدث سابقاً لعضو في الحزب الشوعي في أحد الدول العربيه تم طرده من الحزب لأن سيادته كان يصلي!
في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم كانت الأيديولوجيا الفكريه المرجعيه السياسيه في الانتماء وتطبيقها جزء من الإنضباط الحزبي، فمن خالفه، يتم طرده أو تجميد عضويته، لذا لم يكن من المستغرب ان لا ترى الشوعيين في مقهى مجاوريين للأحزاب الإسلاميه والرأسماليه. أما هذه الأيام لم يعد من المستغرب أن ترى إسلاميين في ضيافة المقهى السياسي للتيارات الليبراليه واليساريه والعلمانيه عدى عن التحالفات السياسيه المربوطه بالمصلحه حال الترويكا السياسيه القائمه حالياً في تونس والتي ضمت حزب النهضه إسلامي التوجه وحزبي المؤتمر والتكتل اليساريين.
في تقديري الشارع الشعبي العربي لا يكترث لا للإسلاميين ولا التيارات الليبراليه والقوميه والعلمانيه، إنما الحياه الكريمه والحريه التي طالما شقي بحثاً عنها، فأيما كان من يوفرها له، يقف خلفه ويدعمه سياسياً حتى لو كان من المخلوقات الفضائيه، فلا القوميه العربيه هي المحفز ولا الخطاب الديني هو الموجه، بل بكل بساطه لقمة العيش الصعبه، وهذا ما استوعبه الإخوان في خطابهم لشعوب دولهم وعملو على تنفيذه لنيل رضاهم، فالزيت ورغيف الخبز والنظافه والوقود والماء والكهرباء هي أولويات حكمهم. لذا لا تستغرب إن كان المسيحيين وطوائف أخرى ضمن المصوتيين للإخوان المسلمين او أي تيارٍ آخر أياً كان طالما يوفر لهم كرامة العيش واحترام حقوق المواطنه الأساسيه. ابلغ مثالٍ على ذلك التجربه الفنزويليه واستمرار تشافيز في السلطه عقب نجاح سياساته الإشتراكيه في إعادة بعض التوازن لميزان العداله الإجتماعيه.
لا إخوان ولا يسار، بل حريه وعداله اجتماعيه هي مطلب الشعب، فهل الساسه لها ملبون؟



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023