لم يكن يتوقّع الأميركي يوسف عبد اللطيف، أن مشوار حياته التي بدأت بالعنصرية ومعاداة الأجانب والتعصّب للبيض، ستنتهي باعتناق الإسلام ومحاربة ما كان يتبناه في الماضي من أفكار وتصرفات.
وبعد أن كان أحد العنصريين البيض، يقف الآن وبعد إسلامه في وجه هذا التيّار، ويكشف عمّا كان يدور في أروقة عناصره.
وفي لقاء مع وكالة الأناضول، كشف الأمريكي عبد اللطيف وهو من منطقة لونغ آيلاند بنيويورك، رحلة حياته من العنصرية إلى اعتناق الإسلام.
وقال يوسف عبد اللطيف إن أولى بذور العنصرية البيضاء زُرعت في داخله، عند رحيله إلى أسرة والدته في ولاية فلوريدا الأمريكية، بعد أن اضطر لترك العيش مع والدته التي تزوجت شخصًا من أصول إفريقية عقب طلاقها من والده.
وأضاف أن طلاق والدته وهو في الثالثة من عمره، ووفاة والده وهو في سن الـ 14، دفعه إلى الاستماع للأغاني الصاخبة.
ويشبّه عبد اللطيف المدرسة التي بدأ يتعلم فيها بفلوريدا، بالسجن، حيث كانت هناك تحزبات وتجمعات خاصة بالبيض، وأخرى بالسود وغيرها من الأعراق الأخرى.
وأوضح أنه بدأ يشعر في تلك الفترة، بأنه قريب أكثر إلى العنصرية البيضاء، لا سيما بعد أن انتقل من سماع الأغاني الصاخبة إلى تلك الأخرى التي تنمّي مشاعره العنصرية.
وحول كلمات هذه الأغاني، يقول عبد اللطيف إنها كانت تحرّض على التطرف ضد المهاجرين، وتتطرق إلى معاداة اليهود.
ويحذّر المواطن الأمريكي من خطورة هذه الأغاني وما تساهم به في تنمية مشاعر العنصرية، وتغيّر أفكار الشخص من خلال كلماتها التي يتم اختيارها بعناية، على حد قوله.
وأشار إلى أنه بدأ بعد ذلك اعتناق أفكار ومشاعر العنصريين البيض، ومعاداة المهاجرين، ويدافع عنها ويعمل على نشرها، إلا أنه كان يعتبر نفسه أقرب إلى القومي الأبيض من العنصري.
ويرى عبد اللطيف أن بيئة المدن تؤثر بشكل كبير على أفكار الشخص، حيث يقول إنه لما عاد في سن الـ 19 من فلوريدا إلى نيويورك ذات الثقافات المتعددة، ومعاودته العيش مع زوج والدته صاحب العرق الأسود، بدأ بمراجعة أفكاره المتعلقة بالقومية والعنصرية البيضاء.
مرة أخرى تغيّر الأغاني التي كان يستمع إليها، وجهة حياة يوسف عبد اللطيف، إذ أشعلت أغنية حول العرق الأسود، فتيل إسلامه وتخليه عن أفكاره السابقة.
وذكر أنه سمع اسم الداعية الأمريكي “مالكوم إكس” في كلمات إحدى الأغاني وبدأ بالبحث عنه وعن أفكاره.
وتابع: “التعرف على مالكوم إكس كان بمثابة الخطوة الأولى لإسلام تزامناً مع ذلك شاهدت إحدى الأفلام التي كانت تصوّر الجرائم المرتكبة بحق بعض الناس بسبب مشاعر العنصرية في ستينيات القرن الماضي. تأثرت كثيراً مما عشته في تلك الفترات، وبدأت بقراءة حياة مالكوم إكس.”
وأفاد أنه في فترة من الزمن كانت أفكاره مختلطة جداً، إلى أن اصطحبه أحد أصدقاء والده من السود، إلى المسجد ليستمع طيلة 4 أشهر بعدها، إلى وعظ ديني كان يُعقد هناك.
وبحلول 20 يناير من عام 1992، أي عندما بلغ يوسف عبد اللطيف سن الـ20، نطق الشهادتين معلناً إسلامه، وتخلى عن اسمه السابق جيريمي سين قاوفمان.
اعتناقه للإسلام دفع بمحيطه وأقاربه للتخلي عنه واعتزاله، في المقابل وبعد 6 أشهر من إسلامه، اعتنقت والدته وزوجها الإسلام بسببه.
وبالانتقال إلى الوقت الراهن، يرى عبد اللطيف أن العنصرية البيضاء تواصل ظهورها اليوم في الولايات المتحدة وأوروبا على هيئة القومية البيضاء، لا سيما وأن الزعماء السياسيين يحرضون عليها من خلال تصريحاتهم.
وذكر أن أعداد المجموعات التي تتبنى العنصرية البيضاء، كانت حوالي 400 في بدايات عام 2000، فيما زادت إلى ألف و20 بحلول 2018.
وشدد على أن حركات العنصرية البيضاء التي تبرز بشكل أكبر يوماً بعد آخر، ليست بحدث جديد، بل هي موجودة منذ زمن بعيد في البلدان الأوروبية والولايات المتحدة، مرجعاً سبب انتشارها بشكل كبير إلى عدم وجود مفهوم سياسي أو قادة يعملون على الحيلولة دون انتشارها.
واختتم يوسف عبد اللطيف حديثه بالقول إنه لم يرَ إدارة أمريكية عنصرية لهذا الحد كالإدارة الحالية، مبيناً أن نسبة العنصرية البيضاء مرتفعة جداً في الولايات المتحدة الأمريكية.