طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كافة دول العالم بالتصدي للنازيين الجدد، وأن يكون رد فعل رئيسة وزراء نيوزيلندا نموذجا لكافة زعماء العالم، محذرا من أن «تجاهل إرهابهم سيكلفنا ثمنا باهظا».
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجمعة في اجتماع اللجنة التنفيذية للطوارئ على مستوى وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، حول هجوم نيوزيلندا الإرهابي.
والجمعة الماضية، استهدف هجوم دموي مسجدين بـ«كرايست تشيرتش» النيوزيلندية، قتل فيه أكثر من 50 شخصا، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون.
وقال أردوغان يجب التعامل مع النازيين الجدد ككيانات إرهابية مثل تعاملنا مع تنظيمات «تنظيم الدولة» و«بي كا كا».
يجب علينا أن نتعامل مع منظمات النازين الجدد ككيانات إرهابية شأنها شأن داعش والشباب وبي كي كي.
وعلى الإنسانية أن تتعامل بكل حزم مع ظاهرة معاداة الإسلام التي تتصاعد باستمرار مثلما تعاملت مع معاداة السامية بعد كارثة الهولوكوست. pic.twitter.com/2aJyMKovwJ
— رجب طيب أردوغان (@rterdogan_ar) March 22, 2019
وأضاف: نواجه اليوم عداء صريحا للإسلام وكراهية للمسلمين وهذه المسألة لم تعد مجرد قضية سياسية ومجتمعية وإنما خطرا يؤرق الأمن ورجال الدولة والمواطنين.
وأوضح أن تصاعد ثقافة العنصرية لا يضر فقط بالمسلمين بل باليهود والأفارقة والآسيويين والغجر أيضا.
وأكد أنه على الإنسانية التصدي للكراهية المتصاعدة ضد المسلمين مثلما تصدت لمعاداة السامية بعد آفة الهولوكوست إبان الحرب العالمية الثانية.
كلمة أردوغان خلال الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي
كلمة أردوغان خلال الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي
Publiée par شبكة رصد sur Vendredi 22 mars 2019
كما طالب أردوغان بضرورة اتخاذ سلسة تدابير عاجلة بداية من تغليظ العقوبات، وحتى مراجعة تعريف الإرهاب في المناهج الدراسية، لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وكراهية المسلمين.
وشدد على ضرورة أن تتحرك الأمة، بقلب واحد ويد واحدة في الأمور التي تتعلق ببقاءها، مضيفا: «وخلال تعاملنا مع القضايا التي تهدد مستقبل العالم الإسلامي والإنسانية بأسرها يجب ألّا نقدم المنافع قصيرة المدى على المصالح المشتركة متوسطة وبعيدة المدى».
علينا أن نتحرك بقلب واحد ويد واحدة في الأمور التي تتعلق ببقاء الأمة.
وخلال تعاملنا مع القضايا التي تهدد مستقبل العالم الإسلامي والإنسانية بأسرها يجب ألّا نقدم المنافع قصيرة المدى على المصالح المشتركة متوسطة وبعيدة المدى. pic.twitter.com/cVwX0IJBlt
— رجب طيب أردوغان (@rterdogan_ar) March 22, 2019
وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو في افتتاحية الاجتماعات، إننا «سنظهر رد فعلنا حيال كل خطابات الكراهية والعنف والإرهاب قولا وفعلا»، مضيفا: «نحن الدول الإسلامية لا نقبل أن يوصم ديننا بالإرهاب».
وأكد الوزير التركي أن خطابات الكراهية والعداء للإسلام والأجانب والمهاجرين، تقف خلف هذا الإرهاب العنصري المتزايد، محملا الإعلام والسياسيين الذين ينشرون خطابات معادية للإسلام، مسؤولية تزايد هذا الإرهاب.
وشدد على ضرورة وضع آلية من خلال منظمة العمل الإسلامي، لطرح الهجمات الإرهابية على المسلمين، للرأي العام العالمي وعلى جداول الأعمال في العالم الغربي.
من جهته، حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، من أن الفوضى ستطرق أبواب العالم إذ لم يتم التصدي لخطاب الكراهية والإسلاموفوبيا.
وأضاف، إن هذا الحادث الإرهابي البشع قد بعث برسالة قوية للعالم ولنا جميعا، مفادها أن خطاب الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا بات خطرا واضحا يهدد أمن المجتمعات المستقرة، وأن ما حدث يؤكد أن الإرهاب ليس له دين أو عرق أو جنسية!.
ولفت العثيمين، أن خطاب الكراهية يزداد يوما بعد يوم، ويجب لجمه بشكل فوري وعاجل.
العثيمين: إن #خطاب_الكراهية القائم على الفكر اليميني المتطرف لا يستهدف الإسلام والمسلمين فحسب؛ وإنما يستهدف كذلك الأنظمة الغربية الليبرالية الديمقراطية، وإذا لم يتم لجمه بشكل عاجل وفاعل؛ فإن الفوضى ستضرب بلدان مستقرة وترعب الآمنين pic.twitter.com/1dazTSvIqh
— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 22, 2019
وأكد على، ضرورة عدم التغاضى عن الأنشطة التي تحرض على الكراهية والعنف التي يقوم بها المتعصبون جماعات وأفرادا، أيا كانوا ومهما كانت معتقداتهم الدينية، مضيفا: «وعلينا أن نضع في الاعتبار أن التعاون الإيجابي فيما بيننا سوف يعزل التطرف والتعصب مهما كان مصدره».
واستضاف الاجتماع، وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء النيوزيلندي، وينستون بيترز، الذى أعلن خلاله، أن الإرهابي الذي نفذ الهجوم على مسجدَين في مدينة كرايس تشيرش، «سيقضى بقية حياته في زنزانة انفرادية».
وقال بيترز: «دولتنا تولي أهمية كبيرة للحرية الدينية، والهجوم على المسلمين هجوم علينا جميعًا».
وشدد على أن نيوزيلندا أطلقت أكبر تحقيق في تاريخها لضمان التدقيق في كافة أبعاد الهجوم، «ولكن لا يمكن لأي عقوبة أن تعادل حجم قبح الجريمة».
وانطلق الاجتماع الطارئ مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول على مستوى وزراء الخارجية لبحث تداعيات الهجوم الإرهابي على مسجدَين في نيوزيلندا، ومحاربة الكراهية حيال المسلمين.
والجمعة الماضي، استهدف هجوم دموي، مسجدين بـ «كرايست تشيرتش» النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصا أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون.
فيما تمكنت السلطات من اعتقال المنفذ، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، ومثل أمام المحكمة السبت الماضي، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد.
والجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، هجوما إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف مسجدي «النور» و«لينوود»؛ ما خلف 50 قتيلا ومثلهم من الجرحى، في حادثة صدمت العالم وأثارت استياء وردود أفعال مستنكرة واسعة النطاق.
هدفي إخلاء الغرب من غير البيض والمهاجرين..
اخترت نيوزيلندا لأثبت أنه لا مكان آمن..
أردت استهداف ميركل وأردوغان..
من هو منفذ هجوم نيوزيلندا الذي قُتل به 49 مسلمًا؟ pic.twitter.com/2OE8xnwuiY— شبكة رصد (@RassdNewsN) March 15, 2019