قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية إن «عملية سلفيت شكلت نجاحا لموجة التحريض التي تجتاح الأراضي الفلسطينية. وبعد مقتل منفذ العملية عمر أبو ليلى، فإن التقدير السائد لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية أننا أمام منفذ منفرد، لكن العملية تعدّ تطورا نوعيا في التخطيط والتنفيذ، وهي النتيجة المباشرة للحالة السائدة في المناطق الفلسطينية».
وأضاف يوني بن مناحيم، في مقاله بموقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، وترجمته «عربي21»، أن «الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن المنفذ خطط للعملية بصورة متقنة وبأعصاب باردة، رغم أنه لم يحمل سلاحا ناريا، بل اكتفى بسكين أخفاها بملابسه، وكان هدفه الأساسي الحصول على سلاح من أحد الجنود كي يواصل عمليته في مراحلها اللاحقة».
وأشار إلى أنه «بينما يتحدث الفلسطينيون أن العملية جاءت انتقاما لأحداث باب الرحمة في الحرم القدسي، لكن الدافع الحقيقي سيتضح بعد إلقاء القبض على المنفذ واعتقاله، لكنه قتل أخيرا، ولم يعتقل».
وأوضح بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، أن «مفترق أريئيل مكان عملية سلفيت هو أحد المفترقات الأساسية التي تشهد حركة متزايدة للمستوطنين وقوات الجيش في الضفة الغربية، ولذلك يعدّ هدفا مفضلا لتنفيذ العمليات الفلسطينية».
طعن جنديا وسيطر على سلاحه ثم هاجم جنودا ومستوطنين..تفاصيل عملية سلفيت الفدائية
Publiée par شبكة رصد sur Lundi 18 mars 2019
وأكد أن «عملية سلفيت المركبة جاءت وسط مخاوف فلسطينية من وجود خطر على المسجد الأقصى، وتوفر نوايا إسرائيلية للسيطرة عليه، وإقامة كنيس يهودي فيه، وتقسيمه بين اليهود والمسلمين للصلاة فيه، كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل».
وأشار إلى أنه «بعد العمليات الأخيرة التي نفذها أبناء عائلة البرغوثي في الأشهر الأخيرة، الأعضاء في الجناح العسكري لحماس، في مفترق عوفرا وجفعات آساف، فقد تحولت المفترقات الرئيسة والمكعبات الأسمنتية إلى هدف مفضل لاستهداف الجنود والمستوطنين».
وختم بالقول إن «عمر أبو ليلى منفذ عملية سلفيت قام بمحاكاة عمليات البرغوثي السابقة، وإن نجاح هذه العمليات من شأنه أن يشجع شبانا آخرين في الضفة الغربية على تنفيذ عمليات مشابهة في المستقبل، باستخدام الطريقة ذاتها، ليس بالضرورة من خلال خلايا منظمة تابعة لحماس، وإنما عبر هجمات فردية غير منظمة».
مائير عوزيئيل كتب في صحيفة معاريف مقالا، جاء فيه أن «عملية سلفيت تعيد طرح أسئلة عديدة ليس لها إجابات حتى اللحظة، من بينها: هل خاف الجنود من مواجهة المسلح خشية أن يشتبكوا معه؟ وهل تعدّ هذه العمليات جزءا من حالة المخاطرة التي يواجهها المستوطنون حين يجتازون الخط الأخضر القديم؟».
وأضاف أن «عملية سلفيت تعبير عن أن المقاومة الفلسطينية الإسلامية لا تتوقف عند خط أخضر وآخر، ولا تعترف به، أما السؤال الأهم: هل تكثيف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية هو الرد الفوري والمناسب لكل عملية مسلحة، باعتبار هذا البناء تذكارا لكل يهودي يقتل في هذه العمليات والهجمات المسلحة؟».