:لاحظت حوار بين صديقين على الفيس بوك عن الحريات … فأردت التنبيه على الآتي
على الأشخاص ان يفرقو بين الافعال التي يقتصر أثرها على الشخص و التي يتعدى أثرها للمجتمع و بعضها للعالم الخارجي ..
فكما يقال " أنت حر ما لم تضر "
فحرية المرء في بيته لا أحد يستطيع ان يتدخل فيها ..و لكن ليس من العدل المساواه بين الشخص الذي يقوم بالفاحشة في منزله متسترا و الأخر الذي يهجر بها و ينشرها بين الناس ..
حوار الصديقين كان عن فيلم السبكي و ان هذه حرية ابداع .. و لا حق لأحد ان يتدخل في حرية شخص … هذا رأيه .. و الأخر كان ضد ذلك. فأقول للذي يقول حرية ابداع :
نعم … لا يحق لأحد التدخل في حريات الناس لكن … يا صديقي
هناك فارق بين حرية الشخص و ثقافة المجتمع …
فحرية الشخص تكون عندما يقتصر العمل على نفسه و ان لا ينشره بين الناس …
و لكن يا صديقي … نشر مثل تلك الأفلام المليئة بالرقص و مثلها سبقها التي خوف المخرجين من انهم في مجتمع مصري لجعلوها افلام جنسية لا يندرج أبدا تحت الحرية
فواجب الدولة و المجتمع منع انتشار الفاحشة و الأفكار غير السليمة و حماية الناس منها …
و قولك حرية ابداع .. عن اي ابداع يا صديقي تتحدث ؟
هل الرقص ابداع ؟ ام انك ستقول مثل ما قال بعض الناس " انا استشهد بحسن خلق الله في تلك الراقصة ؟ "
ستقول .. و من يرغمك ان تدخل هذا الفيلم ؟ نعم .. لا أحد .. و لن نغرم أحد على دخول او عدم دخول مثل تلك الأشياء لكن .. في مجتمع يريد النهوض و التقدم إلى الامام نحن نريد ان نقضى على مثل تلك الظواهر و معالجة و تطوير الناس التي تضعف نفوسها و تفعل مثل تلك الأشياء .. و أول خطوات العلاج هي الحد من المرض .. فهل استمرار النشر بهذه الطريقة يساعد على تطهير المجتمع و تقدمه ؟
غير ذلك .. و أعيدها .. هناك فرق بين الحرية و ثقافة المجتمع .. فشربك للخمر من عدم هو حرية شخصية لا دخل لأحد بها .. لكن انشاء محلات الخمور و انتشار الخمر في المجتمع هي ليست حرية شخصية لانه فعل يتعدى أثره إلى سائر المجتمع .
أشرب ما شئت و شاهد ما شئت … لا دخل لأحد .. لكن نحن نرفض انتشار هذه الأشياء في المجتمع .
فانتشارها يستدرج من لم يكن يفعل تلك الظاهرة ..
و هي تجربة شخصية لاحد الأشخاص الذين اعتادو ان يذهبو إلى مناطق تباع بها الخمور ..
حيث في بادئ الأمر كان يستغرب و يستنكر .. ثم أصبح يقول لا دخل بي … ثم اعتاد شئ فلم يعد ينكر .. ثم مال إلى شربها ثم شربها بالفعل … الأن .. هل تعلم لماذا نقول هناك فارق بين ان تشرب الخمر و ان تنتشر الخمور في الشوارع ؟
كذلك هي افلام السبكي و ما سميته بالأبداع .. فما ذنبي او ذنب أي شخص ان يرى اعلانات تلك الأشياء في التلفاز او في الشوارع و المناطق العامة ؟
نعم .. نحن نعلم ان حظر مثل تلك الأشياء يحتاج إلى موافقة أغلب المجتمع ..
و أقول لك .. ان كنت تظن ان المجتمع لا يستنكر انتشار تلك الأشياء فانت واهم
فهناك من يشرب الخمر و من يتناول المخدرات الذين لا يريدون ان تنتشر تلك الأشياء .. فإنما هو يشربها مقرا بأنها خطأ و يريد ان يقلع عنه فلا تظن ان المجتمع يقبل بكل تلك الأشياء.
ستقول لي ما هذا الهراء الذي تتحدث به ؟ انه ليس هراء يا صديقي .. فهذه كتب اثنين من المدمنين الذين أرادو ان يدونوا تجربتهم
الأول : دينيس هولي و اسم كتابه لماذا لا أتوقف عن فعل ذلك ؟
الثاني : كرانت جون و اسم كتابه ساعدوني فانا لا استطيع التحكم في نفسي – السيرطة على السلوك الاندفاعي –
فتبين من اسم الكتاب انه يريد التخلص من ادمانه و لا يستطيع
لذلك يا صديقي عليك ان تفرق بين المشاهد و المنتج …و شارب الخمر و الذي يتاجر به .
فشارب الخمر انما هو شخص ضعف او مرض فشربها و لم ينشرها بين الناس و لم يفسد أحد .. لكن الذي يتاجر بالشئ هو شخص يريد ان يفسد سائر المجتمع .. كذلك هو السبكي …
لا تقل لي حرية ابداع .. إنها حرية تدمير و خراب و افساد .
و لقد رأيتك يا صديقي تستشهد في كثير من كلامك بالعالم الغربي .. أمريكا .. بريطانيا و فرنسا …
بأي شئ تستشهد يا صديقي ؟
في الحريات ؟ هؤلاء لا يطبقون الحريات و الديموقراطية كي تجعلهم مثالا يحتذى به ..
فرنسا … هل من الحرية ان يحظر النقاب فيها ؟ هل هذه ديموقراطية ؟
امريكا … أعلى نسبة اغتصاب في العالم هناك .. هل هذا هو التحضر الذي تتحدث عنه ؟و هي من الدول التي تعد صاحبة اكبر نسبة بطاله .. هل هذا هو الرقي الذي تريده ؟
بريطانيا .. صاحبة وعد بلفور .. هل هذا هو الفهم و الوعي السياسي ؟
أراك يا صديقي قد سيطر عليك كثيرا من سمهم الذي نشروه في العالم و استغرقت في الحاضر و نسيت ما فعلو و ما يفعلون …
اسمعني .. لا يغرنك العناوين البراقة و لا الكلام المعسول .. قيمة المجتمع الاسلامي – المصري – العربي فيما يعتقده و يتمسك به … فلا تستشهد بأحد حتى لو لم يكن بمثل فساد العالم الغربي .. لا تكن غيرك و كن انت نفسك … هل تتوقع ان تنشئ مجتمع بعد ان تبيع قيمك ؟
قد تنشئ المجتمع .. لكن صدقني .. في يوم من الأيام سيبيعك مثل ما بعته هو و قيمه من قبل.
