رد وزير الخارجية، سامح شكري، على الانتقادات الدولية، الموجهة لمصر، وخاصة بعد إعدام عدد من المعتقلين السياسيين، قائلا: « يجب على الجميع التيقن من أنه لا يحق لأي طرف أن يجعل من نفسه مفتشًا يُقيم الآخرين أو يُنصب ذاته قاضيًا».
وأضاف شكري، في كلمته أمام الدورة الـ40 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف اليوم، الثلاثاء، أن عملية تعزيز حقوق الإنسان بطبعها عملية تراكمية ومتواصلة لم تصل فيها أي دولة إلى الكمال.
وخاطب وزير الخارجية الحضور بمجلس حقوق الإنسان، قائلاً: “البعض حاد عن الهدف الأساسي من إنشاء المجلس، بالسعي لتحويله لساحةٍ لتصفية الحسابات السياسية، وتبادل الاتهامات، والتنميط السلبي للثقافات المُغايرة، ومحاولة فرض رؤى ومفاهيم خلافية، بل وتعميق الاختلافات والتي ينبغي أن تكون مصدر ثراءٍ، وتحويلها إلى خلافات تزرع الشِقاق”.
وفي حديث مغاير لما تعانيه مصر من أوضاع حقوقية متردية، قال سامح شكري إن التعددية تعد سِمَةِ البشرية منذ قديم الأزل، ولا يمكن صهر البشرية في قالب واحد وإجباره على الاتفاق على رؤية واحدة للعالم، مضيفاً: «الحق في الحياة، هو أسمى الحقوق كونه على رأس حقوق الإنسان، ونقطة ارتكاز كافة الحقوق الأخرى».
وعلى جانب آخر، أشار تقرير جديد، أصدرته منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، إلى اتساع نطاق أزمة حقوق الإنسان في مصر، واعتقال السلطات لعدد كبير من المعارضين والمنتقدين والمدوِّنين الساخرين، وناشطي حقوق الإنسان وغيرهم.
وأكد التقرير، استخدام السلطات للحبس الاحتياطي السابق للمحاكمة لفترات مطوَّلة من أجل سجن المعارضين، بالإضافة لمواصلة استخدام التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في أماكن الاحتجاز.
يمنعون من الشمس والهواء.. منظمة العفو الدولية: السجن الانفرادي أداة تعذيب جديدة في مصر
Publiée par شبكة رصد sur Mardi 8 mai 2018
وتحدث التقرير، عن حرمان بعض السجناء من الحصول على الرعاية الطبية الكافية، وتعرض منظمات المجتمع المدني والعاملين فيها لقيود ومضايقات من السلطات.
ولفت إلى أن السلطات المصرية تقاعست عن التحقيق في عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وأن القوات المسلحة استخدمت قنابل عنقودية محظورة في العملية العسكرية الجارية في سيناء.
العفو الدولية: الجيش يستخدم قنابل عنقودية محرمة دوليًا ضمن حربه في سيناء
Publiée par شبكة رصد sur Jeudi 1 mars 2018
وفي زيارته الأخيرة لمصر، طالب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السيسي باحترام حقوق الإنسان، قائلا: «كانت هناك صعوبات تواجه مصر خلال الفترة الماضية، وبالأخص في ملف حقوق الإنسان وحرية الصحافة، حيث تم اعتقال بعض المدونين والمفكرين، وهناك حالات فردية، ولهذا السبب كان يجب علينا التطرق لهذا الموضوع، نحن لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى ونتمنى الاستقرار لمصر»
L’Égypte et la France ont été confrontés au terrorisme islamiste. J’ai rappelé au Président Al-Sissi que la recherche de sécurité qui nous anime ne saurait être dissociée de la question des droits de l’homme. Une société inclusive est le meilleur rempart au terrorisme islamiste.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) January 28, 2019
وأكمل الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق للشؤون الخارجية، مضيفا على تصريحات ماكرون، قائلا في تغريدة على موقع «تويتر»: «من المؤسف والمحزن أن تتردى حقوق الإنسان في مصر إلى درجة تستدعي أن يثيرها المسؤولون الأجانب عند مقابلاتهم نظرائهم المصريين».
من المؤسف والمحزن أن تتردى حقوق الإنسان فى مصر إلى درجة تستدعى أن يثيرها المسؤولون الأجانب عند مقابلاتهم نظراءهم المصريين، وأن يتم الإفراج عن مَن يحمل جنسيتهم فى نفس القضايا التى يستمر فيها المصريون فى السجون. أكرم لنا بكثير أن نعترف أن هناك مشكلة جسيمة وأن نعالجها بأنفسنا
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) January 28, 2019
واعترض البرادعي على السلوك المتبع في التعامل مع السجناء الحقوقيين: «أن يتم الإفراج عمن يحمل جنسية أخرى في القضايا ذاتها التي يستمر فيها المصريون في السجون، الأكرم لنا بكثير أن نعترف أن هناك مشكلة جسيمة وأن نعالجها بأنفسنا».