اختتمت فعاليات مؤتمر وارسو، والذي ضم وزراء وممثلين من 60 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، لكن غاب عن هذا التجمع ممثلون لأكبر دولتين أوروبيتين هما فرنسا وألمانيا.
وسعت واشنطن لتحقيق أهدافها الخفية من المؤتمر، وهي ممارسة مزيد من الضغط على إيران، وفي نفس الوقت دمج إسرائيل بشكل أكبر في الشرق الأوسط عبر تحالف يُعادي طهران يضم معه دولاً عربية وخليجية.
وأعلنت دول أوروبية مقاطعتها للمؤتمر، اعتراضا على الأجندة الخفية للمؤتمر والتي لم تكن محل ترحيب لهذه الدول، التي لها وزنها الاستراتيجي مثل: روسيا، وألمانيا وفرنسا، وكذلك المفوضية الأوروبية والفلسطينيون وتركيا.
كان لدول الخليج العربي، حضوراً لافتاً بالمؤتمر إلى جانب رئيس وزراء الاحتلال ووزير الخارجية الأميركي وصهر ترامب كوشنر، حيث حضر كافة دول مجلس التعاون الخليجي بأعلى تمثيل، من خلال وزراء الخارجية في دول الإمارات والسعودية والبحرين وقطر وعمان والكويت، وحضر كذلك وزير الخارجية اليمني.
إلتقى رئيس الوزراء نتنياهو اليوم في وارسو بوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي وقال في مستهل اللقاء:
"يسرني الالتقاء بكم مرة أخرى. القرار الشجاع الذي اتخذه السلطان قابوس بدعوتي إلى زيارة سلطنة عمان يحدث تغييرا في العالم. pic.twitter.com/vP2HkPkHez— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) February 13, 2019
وأثارت صور وفيديوهات وزراء دول الخليج مع نتنياهو جدلاً، عبر مواقع التواصل، واستمر الحديث عن التطبيع العربي الكبير بين دول الخليج ودولة الاحتلال.
جدير بالذكر أنه قبل نهاية عام 2018، فأجا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الجميع بزيارة خاصة إلى سلطنة عمان ومقابلة سلطانها قابوس بن سعيد، الأمر الذي أثار موجة من الجدل حول بداية حقبة التطبيع الخليجي مع إسرائيل، والذي بات ربما هدفاً استراتيجياً للإدارة الأميركية بتغيير بوصلة العداء في الشرق الأوسط ضد إيران وليس إسرائيل.
أما بالنسبة لقطر التي فرضت عليها 3 دول خليجية، إضافة إلى مصر حصاراً برياً وبحرياً وجوياً بتهم دعم الإرهاب والعلاقة مع إيران، فقد شاركت في المؤتمر، وظهر وزير خارجيتها بجانب وزير الخارجية الكويتي، رغم الاتهامات التي وجهتها لها دول الحصار، بسبب علاقتها مع طهران.
مؤتمر وارسو للسلام والأمن في الشرق الأوسط انطلق للتو. pic.twitter.com/UmWuj4DnZq
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) February 14, 2019
وفي أول تصريح لرئيس وزراء الاحتلال عقب اجتماعات مؤتمر وارسو، أبدى نتنياهو تفاؤله بالمؤتمر، واعتبره «فرصة» للعمل مع الدول العربية لتعزيز «المصلحة المشتركة» في الحرب على إيران.
وأضاف: «المهم في هذا الاجتماع -وهو ليس سراً؛ لأن هناك الكثير من هذه الاجتماعات- هو أنه لقاء مفتوح مع ممثلي الدول العربية الرائدة التي تجلس جنباً إلى جنب مع إسرائيل من أجل تعزيز المصلحة المشتركة الحرب مع إيران».