تعاني قرية «المحرص» التابعة لمحافظة المنيا البالغ تعدادها 45 ألف نسمة تقريبا، تعاني حالة من التهميش والإهمال كغيرها من القرى الأخرى المنتشرة بربوع مصر؛ حيث تعاني القرية من نقص حاد في الخدمات والمرافق التي تلبي الاحتياجات اليومية للمواطنين، وهذا ما نتناوله في سياق العرض التالي.
خالد: محرومون من أبسط الحقوق الآدمية
في البداية يقول خالد عبد المجيد – أحد أهالي القرية وعضو ائتلاف شباب الثورة المنضم لحزب مصر الديمقراطي -: إن أهالي القرية محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية التي قامت من أجلها الثورة المصرية؛ حيث يوجد نقص حاد في المياه الصالحة للشرب, مشيرا إلى إصابة المئات من الأهالي بالفشل الكلوي والوباء الكبدي, ونقص الخدمات الصحية والعلاجية, ونقص الأطباء, وأبسط المستلزمات الطبية، وعدم وجود مستودع بوتاجاز, والمشاجرات العائلية المستمرة؛ بسبب نقص أسطوانات الغاز, ورداءة رغيف الخبز, وانتشار القمامة وأثارها المضرة على الأطفال بصفة خاصة.
وأكد على ضيق الفصول الدراسية, وتكدس عدد التلاميذ في الفصل الواحد يقدر بـ60 طالبا تقريبا ما يؤدي لتراجع الجودة التعليمية.
فتحي: إصابة نحو 950 مواطنا بالفشل الكلوي وفيروس «سي»
يشير عبد الحليم فتحي محمد من أهالي القرية إلى أنه أخطر مشكلة تواجه الأهالي هي تلوث المياه التي أدت إلى إصابة ما بين 850 إلى 950 تقريبا بالفشل الكلوي وفيروس"سي".
وأشار إلى تقدم العديد من الأهالي بشكاوى للشركة القابضة لمياه الشرب, وتم تجميع توقيع ألف مواطن على الشكوى غير الوقفات الاحتجاجية العديدة أمام مكتب المحافظين السابقين والمسئولين, ولم يتم حل مشكلة المياه حتى الآن, وأضاف: إنه تم تقسيم الشباب إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة مختصة بجهة معينة بين المنيا وشركة المياه بملوي والشركة القابضة في المنيا.
مصطفى: تلوث المياه كيميائيا وارتفاع نسبة المنجنيز
يوضح مصطفى محمود – طبيب بشري من أهالي القرية – أن تلوث المياه يعود إلى سببين أحدهما كيميائي والآخر بيولوجي؛ حيث تخلو نتائج التقارير من تلوث المياه بيولوجيا لكن أثبتت التحاليل تلوث المياه كيميائيا بزيادة نسبة المنجنيز في المياه, والسبب الرئيسي في الإصابة بحالات الفشل الكلوي التي تهدد الصحة العامة للأهالي والأطفال.
وأشار غالي إلى أن تلوت المياه نتج عن عدم وجود صرف صحي بالقرية واستخدام «الأيسوانات» كبديل أدت إلى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي والأهالي دفعهم الخوف من تلوث المياه إلى شراء المياه من قرى مجاورة لتفادي الإصابة بالأمراض.
قريبة من نهر النيل والترعة الإبراهيمية وعدد سكانها 45 ألف نسمة.
يذكر خالد مصطفى من أهالي البلدة أن القرية تقع على موقع متميز لقربها من نهر النيل والترعة الإبراهيمية ويبلغ تعدادها 45 ألف نسمة تقريبا ومحرومة من المياه الصالحة للشرب منذ 2009.
وأضاف: إن هناك تضاربا في التحاليل المعامل الخارجية التي أثبتت تلوث المياه الصادر من القسم الوقائي بصحة البيئة عام 2010 والتقرير التحليلي الحكومي الذي نفى تلوث المياه وأنها لا تضر بالصحة العامة.
وأضاف: إن الجمعية الشرعية بالمحرض أنشأت مشربية بالجهود الذاتية وتبلغ تكاليف صيانتها 18 ألف جنيه شهريا وصدر قرار حكومي بغلق المشربية تحت دعوة أنها غير صالحة وملوثة وعدم الحصول على تراخيص وتم إغلاقها بالشمع الأحمر, ويؤكد أن التحاليل الخارجية أثبتت عدم تلوث مشربية المياه.
مدير مياه الشرب: المياه غير ملوثة لكنها غير مطابقة للمعايير
وفي ردة نفى رمضان محمود إبراهيم – مدير عام فرع شركة مياه الشرب بملوي- تلوث المياه كما جاء في التقارير التحليلية بهيئة الصحة لكن المياه غير مطابقة للمعايير القياسية في زيادة نسبة المنجنيز والحديد التي لا تضر بصحة الإنسان. وأضاف: إنه يعد أكثر من مقترح أولهم: إنشاء وحدتين مجانا أو محطة مياه تغذي جميع قرى ملوي, وإلغاء المياه الارتوازية, واستطرد: إنه تم أخذ المساحات اللازمة من الإدارة الهندسية بتكليف من الهيئة القومية وسيتم تنفيذه خلال المرحلة الثانية قريبا.
نائب رئيس مدينة ملوي: الرقابة مستمرة بصفة يومية
يؤكد علي عيسى غلاب – نائب رئيس مجلس المدينة بملوي – إنه يتم المتابعة المستمرة على تحليل المياه في مركز ملوي ومحافظة المنيا والعينات التحليلية أثبتت عدم تلوث المياه. وأضاف: إنه يجري بصفة مستمرة عمليات التفتيش على الوحدات الصحية, والتأكد من نظافة الوحدة وغرفة العمليات وقسم الاستقبال وحضور وانصراف الأطباء في المواعيد المحددة. وأضاف: إنه يتم يوميا رفع القمامة من الشوارع ليل نهار, ورفع مخالفات المباني من الشوارع, مشيرا إلى تحضير محاضر للمخابز المخالفة وسيتم قريبا الإعلان عن غلق خمس أفران عيش مخالفة.