كان الجيش المصري مرتبطا في أذهان المصريين ببطولات أكتوبر يعمل بهدوء في الظل أو لا يعمل، حتى حدث الإنقلاب العسكري عام 2013 على أول رئيس مدني منتخب، فتحول الجيش في أذهان المصريين إما لتاجر جشع، أو قاتل لشعبه.
الجيش والشعب إيد واحدة
الجيش والشعب إيد واحدة، هتاف تردد وصاحت به حناجر الثوار ضد حكم المخلوع حسني مبارك وما بعد خلعه لوقت طويل.
سمع أصداء الهتاف للمرة الأولي في قلب القاهرة مساء الثامن والعشرين من يناير عام 2011 بعد انسحاب الشرطة، ونزول الجيش للشوارع الذي ظهرا أنه بمثابة عملية تطمين وترسيخ للأمن.
بدا الجيش في بداية الأمر أنه على الحياد، وحاول الثوار جذبه إلى معسكرهم باعتبار هدفه الأول الحفاظ على دماء المواطنين وليس علي مبارك ولا على مصالحه الخاصة، وباءت المحاولات بالفشل.
حاول الجيش من خلال بياناته، تصدير صورة إيجابية عنه، ولكن سرعان ما وضع فى اختبار حقيقي أوضح كذب ذلك، ففتح الطريق أمام جحافل البلطجية«موقعة الجمل»، لمحاولة انهاء اعتصام الثوار في ميدان التحرير بالقوة.
تأييد شكلي لثورة يناير
بعد تنحي مبارك عن السلطة، حاول الجيش تدارك الأمر ، وأدى التحية العسكرية لشهداء ثورة يناير، محاولا توصيا رسالة أنه يقف إلى جانب الثورة، وقال: «وفي هذا الصدد فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يتوجه بكل التحية والإعزاز لأرواح الشهداء»
لكن سرعان ما تراجع الجيش عندما أصبح الحاكم الفعلي للبلاد، وقام بفض اعتصام حركة 8 أبريل (مجموعة من ضباط الجيش) بشكل عنيف في يومه الأول، حيث طالبت الحركة المجلس العسكري بتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني،ومحاكمة مبارك ورموز حكمه.
وتوالت بعد ذلك مجازر المجلس العسكري بحق المدنيين، فحدث مجزرة العباسية الأولى، وهي المسيرة المتجهة لمقر وزارة الدفاع للمطالبة ببرنامج عدالة انتقالية
ثم بعد ذلك، أحداث مجلس الوزراء، وتعرية جنود الجيش لفتاة وجرها على الأرض، تلاها عمليات كشوف العذرية بحق 17 فتاة مصرية، ومجزرة بحق الأقباط خلال اعتصامهم أمام «ماسبيرو» أكتوبر 2011.
عام مرسي.. التخطيط للانقلاب
وحاول المجلس العسكري، بعد إجراء أول انتخابات رئاسية حره نزيهه في مصر، تسليم السلطة لـ «محمد مرسي»أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير، بصلاحيات محدهه، بإصداره إعلان دستوري مكمل يحد من صلاحيات مرسي، لكن قام الأخير بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وتسلم السطة، ولكن بدا واضحا أن المجلس العسكري عقد العزم على العودة مرة أخري.
بعد عام واحد من تسلم مرسي للسلطة، انقلب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي على الرئيس المنتخب، وألقى به في السجن، ثم تسلم السيسي السلطة بعد عام كامل من عزل مرسي.
عودة الجيش، الوجه الأخر
ونشر السيسي رجاله في كل مؤسسات الدولة، محاولا السيطرة عليها، ثم أبرز الهيئة الهندسية كشريك في تنفيذ المشروعات، وأصدر أمرا بحفر تفريعة قناة السويس الجديدة، وتنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة وعدد من الشروعات الكبرى، التى اسندها السيسي بالأمر المباشر إلي الجيش ودون دراسة جدوى.
وتحول الجيش تدريجيا، من حامي الحدود المصرية إلى وحش كبير يستأثر بمكاسب البلاد، وتعود أرباح البلاد على أفراده فقط.