شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تفاصيل خطة خليجية إسرائيلية لتهميش إيران وتركيا وإعادة «بشار» للجامعة العربية

بشار الأسد - أرشيفية

كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تفاصيل خطة خليجية إسرائيلية مشتركة لإعادة تأهيل بشار الأسد، وإعادته إلى جامعة الدول العربية.

وبحسب التقرير الذي أعده الصحفي البريطاني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست، وترجمته “عربي 21” فإن السعودية والإمارات ومصر أعدوا خطة بالتعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي للترحيب بعودة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية وذلك بهدف تهميش النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران.

ونقل الموقع عن مصادر خاصة قولها إن “رئيس الموساد الاسرائيلي يوسي كوهين التقى الشهر الماضي بمسؤولين سعوديين وإماراتيين ومصريين لمناقشة سبل مواجهة النفوذ التركي في المنطقة، وانتهوا إلى خطة إعادة الأسد إلى الجامعة العربية”.

وكشفت “ميدل إيست آي” عن معلومات حصرية تفيد أنه تم الاتفاق على المبادرة الدبلوماسية في اجتماع سري عقد في إحدى عواصم الخليج الشهر الماضي، شارك فيه كبار المسؤولين في أجهزة المخابرات من أربعة بلدان، بما في ذلك يوسي كوهين، مدير الموساد، بحسب ما صرحت به لصحيفة ميدل إيست آي مصادر خليجية على اطلاع بتفاصيل اللقاء.

كما يأتي انعقاد اللقاء رداً على “البرود” الملموس في العلاقات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرياض منذ جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر.

كما اتفق المسؤولون في اللقاء على أنهم يعتبرون تركيا، وليس إيران، هي الخصم العسكري الرئيسي في المنطقة، وناقشوا خططاً الهدف منها مواجهة النفوذ التركي.

وقال الإسرائيليون في اللقاء إن إيران بالإمكان احتواؤها عسكرياً، أما تركيا فلديها قدرات أكبر بكثير. ونقل عن كوهين قوله أثناء الاجتماع: “إن القوة الإيرانية هشة. أما مصدر التهديد الحقيقي فيأتي من تركيا”.

وفي سبيل التعامل مع هذه المسائل، اتفق المشاركون في اللقاء على أربعة إجراءات.

أما الإجراء الأول فهو مساعدة ترامب في مساعيه لسحب قوات الولايات المتحدة من أفغانستان حيث مايزال ما يقرب من أربعة عشر ألف جندي أميركي منتشرين هناك لدعم قوات الحكومة الأفغانية التي تقاتل الطالبان والجماعات المتشددة الأخرى.

وأما الإجراء الثاني فكان بهدف “التحكم بالورقة السنية” في العراق، والذي يقصد منه الجهود التي تبذل لتقليص نفوذ تركيا داخل تحالف المحور الوطني، أكبر كتلة برلمانية من النواب السنة في البرلمان العراقي.

والإجراء الثالث الذي تمت مناقشته كان المبادرة الدبلوماسية لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدول العربية الثلاث والرئيس السوري بشار الأسد.

وناقش رؤساء أجهزة المخابرات في اجتماعهم الرسالة التي أرادوا إيصالها إلى الأسد، الذي اعتمد بكثافة على الدعم العسكري الإيراني وعلى مقاتلي حزب الله المدعوم من قبل إيران خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد.

قال مسؤول خليجي أحيط علماً بتفاصيل المباحثات: “لم يتوقعوا من بشار قطع العلاقات مع إيران، ولكنهم أرادوا من بشار استخدام الإيرانيين بدلاً من أن يكون هو المستخدم من قبلهم. كانت الرسالة على النحو التالي: عد إلى الكيفية التي كان والدك يتعامل من خلالها مع الإيرانيين، على الأقل كند يجلس إلى الطاولة، بدلاً من أن تكون صاغراً للإيرانيين وخادماً لمصالحهم”.

تتابعت الزيارات بعد اللقاء الاستخباراتي. وكان منها وصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق في السادس عشر من ديسمبر في أول زيارة رسمية يقوم بها زعيم عربي منذ عام 2011 وفي تحرك ما كان له أن يحصل لولا علم وموافقة الرياض كما يقول المحلل المختص بالشؤون السورية كمال علم، الذي يكتب في “ميدل إيست آي”.

كما قام علي الشامسي، نائب رئيس المخابرات الإماراتية، بزيارة إلى دمشق استغرقت أسبوعاً، وفي السابع والعشرين من ديسمبر  أعلن الإماراتيون إعادة فتح سفارتهم بعد ثمانية أعوام، وفي نفس اليوم، أعلنت البحرين، والتي تنسجم مواقفها مع مواقف كل من السعودية والإمارا، أنها ستعيد بعثتها الدبلوماسية إلى دمشق.

وقبل ذلك بثلاثة أيام، قام علي مملوك، المستشار الأمني الخاص للأسد، بزيارة علنية نادرة إلى القاهرة، وقد علمت صحيفة ميدل إيست آي من مصادرها أنه يتوقع قريباً الإعلان عن التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين.

تريد مصر من الحكومة السورية أن تعلن أن أعداءها الرئيسيين هم تركيا وقطر والإخوان المسلمين، بحسب ما صرحت به المصادر.

تتضمن المبادرات تجاه الأسد تحديد مسار عودة نظامه إلى جامعة الدول العربية ودعم الدول العربية لدمشق في معارضة الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، حيث تم نشر القوات التركية في مواجهة مقاتلي وحدات حماية الشعب التي يقودها الأكراد.

ويقال إن الجزائر أبدت رغبة في دعوة الأسد للمشاركة في القمة القادمة لجامعة الدول العربية في تونس في شهر مارس، وذلك بعد مرور سبعة أعوام على تعليق عضوية سوريا في الجامعة.

وأما الإجراء الرابع الذي تم الاتفاق عليه في اللقاء فكان دعم أكراد سوريا ضد المساعي التركية لطرد وحدات حماية الشعب ونظيرها السياسي حزب الوحدة الديمقراطي من الحدود التركية بعيداً وصولاً إلى الحدود العراقية.

كما وافق رؤساء أجهزة المخابرات على تعزيز العلاقات مع حكومة إقليم كردستان العراق والحيلولة دون أي مصالحة مع أنقرة منذ إخفاق استفتاء الإقليم، الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي، على الاستقلال عام 2017.

وحسبما ما صرح به المسؤول الخليجي فإن “السعوديين لا يرغبون في أن يكونوا في طليعة الجهد الدبلوماسي الذي يستهدف الأسد بالتودد، ولكنهم وافقوا على السياسة التي تقضي بالسعي إلى تمكين الأسد بهدف إضعاف تركيا”.

لا يوجد لدى إسرائيل تواصل مباشر مع الأسد، ولكنها تستخدم رجال أعمال سوريين، نصارى وعلويين، كوسطاء.

وهي نفس المجموعة التي لعبت دوراً في إعادة العلاقات بين الإمارات ودمشق. وفي سبيل إيصال رسالتها إلى الأسد، ومفادها أن عليه أن يستقل عن إيران، شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات الجوية على ما يزعم أنها إمدادات أسلحة إيرانية إلى حزب الله في نفس ذلك اليوم الموافق للسابع والعشرين من ديسمبر الذي أعلنت فيه الإمارات عن قرارها إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية.

وكان الاجتماع أيضاً رداً على الأزمة التي تشهدها العلاقات الأميركية السعودية بسبب قضية اغتيال خاشقجي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023