وصل وفد من جماعة أنصار الدين الإسلامية المتمركزة شمال مالي إلى الجزائر لإجراء مفاوضات مع المسئولين حول سبل التوصل إلى حل سلمي لأزمة شمال مالي، التي تتقاسم الحركة الإسلامية المسلحة السيطرة عليه منذ أبريل الماضي مع جماعات إسلامية أخرى.
ونقلت مصادر صحيفة محلية اليوم السبت عن مصدر مقرب من إياد أغ غالى قائد حركة أنصار الدين قوله: "أن وفدًا من الحركة وصل إلى الجزائر لإجراء مفاوضات مع المسئولين حول حل الأزمة في شمال مالي سلميًّا"، موضحًا أن زيارة الوفد للجزائر من أجل مشاورات سياسية ليست المرة الأولى؛ حيث شهدت الأشهر الماضية زيارة وفود للغرض ذاته.
وأضاف المصدر "أن وفدًا آخر برئاسة العباس أياد أغ أنتالا وصل إلى بوركينا فاسو مساء أمس للمشاركة في مفاوضات من أجل حل سلمي لأزمة شمال مالي"، موضحًا أن الوفد يضم سبعة أعضاء من الحركة وسيلتقي الرئيس البوركيني بليز كومباورى.
وسبق أن اتهمت حركة أنصار الدين المحسوبة على تنظيم القاعدة، فرنسا بالعمل على إجهاض أي حل سياسي للأزمة في شمال مالي.
وقال سانده ولد بوعمامة الناطق باسم الحركة – في تصريحات صحفية – "أن البعض لا يريد الحل السياسي لتسوية الأزمة في المنطقة، وأولهم هو الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والذين يستفيدون من الحرب وأولئك الذين لديهم مصالح في المنطقة".
ورسميًّا تفرق الجزائر بين أنصار الدين كحركة إسلامية محلية لها أهداف سياسية يمكن التحاور معها وبين كل من حركة "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، اللذين يتقاسمان مع (أنصار الدين) السيطرة على الإقليم الشمالي من مالي.
وكان رئيس اللجنة الشرعية السابق لتنظيم القاعدة محفوظ ولد الوالد قد دعا جميع المسلمين إلى حل أزمة شمال مالي بالطرق السلمية.
كما دعا "ولد الوالد"- في تصريحات له أمس- جميع الأطراف لتجاوز الخلفيات والمواقف الموالية والمعارضة والحساسيات الطائفية والحزبية من أجل حل الأزمة.
وكشف عن استعداده لأي دور يمكن أن يجنب المنطقة شرور حرب كهذه، وقال "إن كانت ليست لدي معرفة سابقة بهذه الجماعات ولا بقادتها، ولا حتى بالكثير من أفكارها، إلا أني أظن أنهم لو وجدوا من يثقون في علمه وفي دينه ويدعو إلى حل الأمور بشكل سلمي لقبلوا الحوار معه".
وأبدى"ولد الوالد" خشيته من أن تؤدي الحرب في شمال مالي إلى أن يكون للقاعدة فروع أخرى وتكوين فروع للفروع"، قائلا "لو لاحظتم قبل الحرب على أفغانستان والعراق لم يكن للقاعدة فروع".