علق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على ما اعتبره ازدواجية في التعاطي الإعلامي والحقوقي مع ما يحدث في احتجاجات «السترات الصفراء» في فرنسا، وبين أحداث حي تقسيم في إسطنبول 2013.
وقال أردوغان، في كلمته الإثنين، بفعالية تحت عنوان “حضارة الإنسانية” في إطار اليوم العالمي لحقوق الإنسان في مقر حزب العدالة والتنمية التركي بالعاصمة أنقرة، إنه “ينبغي ان يتوقف من اليوم، تلقين تركيا دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان : “إن الذين كرّسوا جهودهم للدفاع عن حقوق الإنسان في أحداث تقسيم ، صاروا صما بكما عميا تجاه ما يجرى في باريس”.
وأضاف أردوغان (تعليقا على مظاهرات باريس): “في أحداث (غزي بارك) أقمتم الدنيا. هل لكونها وقعت في تركيا ؟”.
وحول اللاجئين قال أردوغان: “إن الذين دعونا إلى فتح حدودنا أمام ملايين اللاجئين، استقبلوا نفس اللاجئين المتوجهين نحوهم بأكثر التدابير قساوة، من هم المدافعون عن حقوق الإنسان نحن أم هم؟ “.
وتساءل أردوغان بالقول “أين وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في العالم، من الأحداث في فرنسا، وهولندا، وبروكسل ؟ لم نسمع منهم الأحداث التي تجري هناك”.
وتابع ” تعالوا أنشرو ما يحدث هناك مثلما نقلتم ونشرتم أحداث حي “تقسيم”، ولكنهم لا يفعلون، لماذا؟ لأنهم ليسوا صادقين”.
ولفت إلى أن الذين وضعوا تركيا أمام امتحان الديمقراطية عندما تعرضت بلادنا للهجوم من قبل التنظيمات الإرهابية، لم تتردد في تعليق العمل بالديمقراطية وحقوق الإنسان حين توجهت أفواه الأسلحة، والقنابل نحوهم”.
وأردف “إن الذين يحاولون استعمار كل مصادر الثروات في العالم من أجل رفع مستوى المعيشة في بلادهم، أكتفوا بالكلام الإنشائي حيال المجاعة في إفريقيا، والمظالم في أسيا، نحن لم ولن نفعل مثل هذا الرياء أبدا”.
وبيّن أن وقوف الشعب التركي ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة صيف 2016، واستضافتها ملايين اللاجئيين على أراضيها، دليل كافٍ لحقوق الإنسان والديمقراطية في تركيا.
وأكد أن البلدان التي كانت تنتقد حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية في تركيا، منشغولون اليوم في امتحان الديمقراطية، وحقوق الإنسان على أراضيهم، مبينا أن الديمقراطية لا تقاس في الأيام الجميلة فقط بل في الأيام العصيبة.
وتشهد فرنسا، منذ 17 نوفمبر الماضي، احتجاجات يرتدي المشاركون فيها “سترات صفراء”، وهي الأعنف في الدولة الأوروبية منذ سنوات.