قتصر أجندة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تونس، التي يصلها بعد ظهر الثلاثاء، على لقاء الرئيس الباجي قايد السبسي، وسط تكتم رسمي على برنامج الزيارة وموعدها بالترافق مع مظاهرات شعبية رافضة للزيارة.
وحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الزيارة، قالت، يصل بن سلمان إلى تونس في الثالثة بعد ظهر بالتوقيت المحلي، حسب الأناضول.
وأضافت المصادر أن بن سلمان سيلتقي في تونس الرئيس السبسي فقط.
وحسب تصريحات سابقة للمتحدثة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش تأتي الزيارة بطلب من بن سلمان نفسه.
ومنذ الإثنين ينظم ناشطون مدنيون وسياسيون وطلاب مظاهرات احتجاجية بالعاصمة رافضة لزيارة بن سلمان.
فيما تقدم محامون تونسيون بقضية لمنع الزيارة، وأصدرت أحزاب سياسية ومنظمات طلابية وجمعيات حقوقية ونقابات مهنية بتونس بيانات رافضة للزيارة.
ويتهم المتظاهرون بن سلمان بالضلوع في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.
ويشهد قلب العاصمة التونسية حاليا مسيرة احتجاجية رفضا لزيارة بن سلمان.
ورفع المحتجون شعارات من قبيل «شعب مواطنين.. تونس ليست للبيع»، و«الشعب يريد طرد ابن سلمان»، و«الشعب يريد تجريم التطبيع»، كما رفعوا أعلام تونس والجزائر وموريتانيا ومصر وفلسطين.
وانطلقت المسيرة، التي دعت إليها منظمات مدنية وأحزاب بينها حزب “حراك الإرادة» و«الجمهوري» و«الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية»، من أمام تمثال «بن خلدون» وسط العاصمة لتجوب شارع «الحبيب بورقيبة».
ومنذ الخميس الماضي، زار «بن سلمان» الإمارات والبحرين ومصر، ضمن أول جولة خارجية له منذ مقتل خاشقجي (59 عامًا)، داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول مطلع أكتوبر الماضي.
وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أعلنت في 20 أكتوبر الماضي، مقتل خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول، بعد 18 يومًا من الإنكار.
وقدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تقر بقتله وتجزئة جثته، إثر فشل «مفاوضات» لإقناعه بالعودة إلى المملكة.
وأثار ما حدث لخاشقجي موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة ومحاسبة الجناة، وخاصة من أمر بالجريمة، وسط اتهامات لولي العهد بن سلمان بالوقوف خلفها.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، منتصف الشهر الجاري، أن من أمر بقتل خاشقجي هو «رئيس فريق التفاوض معه»، وأنه تم توجيه تهما إلى 11 شخصا، وإحالة القضية إلى المحكمة، مع المطالبة بإعدام 5 منهم.