قال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بمناسبة تبقي 4 سنوات على انطلاق بطولة «قطر 2022»، بأن فُرص رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة «ضئيلة»، مشدداً في الوقت ذاته على إيمانه بأن كرة القدم يمكن أن تساعد في تجاوز الخلافات السياسية كالأزمة الخليجية التي اندلعت في صيف العام 2017، حين قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصار قطر.
وأضاف إنفانتينو في مقابلة مع صحيفة The Guardian البريطانية، «ربما تكون كرة القدم وسيلةً لبناء جسور التواصل بين الدول. وقد شهِدنا أمراً مماثلاً في المنافسة على الحصول على حق تنظيم البطولة للعام 2026 عندما ترشّحت 3 دولٍ (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك) للفوز بهذا الحق، رغم أنها بحسب اعتقادي، لا تحظى بأفضل العلاقات السياسية أو الدبلوماسية فيما بينها. لكن كما هو معروف، فإن كرة القدم تصنع المعجزات».
وتابع إنفانتينو، «بطبيعة الحال، فإن علاقة قطر بالدول المجاورة تزيد الأمر تعقيداً؛ ولكن من ناحية أخرى، مهما كانت العلاقات الدبلوماسية معقدة أو متعثرة، فعندما يتعلق الأمر بكرة القدم يتحدث الناس مع بعضهم البعض». رئيس «فيفا» أشار إلى أنه وعلى الرغم من الحصار المفروض على الدولة الخليجية، فإن الأندية القطرية لا تزال تواجه أنديةً تابعةً للدول المحاصرة ضمن المنافسات الآسيوية.
«لنكن إيجابيين حيال الأمر، بإمكاننا أن نفعل شيئاً من أجل العالم، من أجل كرة القدم. قد ينجح الأمر، فكل شيء ممكن. لنعالج القضية خطوةً بخطوة. نعم، ربما تكون الفرص ضئيلة، لكنني شخصٌ متفائل بشكلٍ عام، لذا سنستكشف الوضع عن كثب».
وتتولى «اللجنة العُليا للمشاريع» في قطر تنظيم كأس العالم 2022، والذي يشمل بناء 7 ملاعب جديدة بالكامل، إلى جانب تجديد ملعبٍ مقامٍ بالفعل، كل ذلك بتكلفة تتراوح ما بين 8 إلى 10 مليار دولار.
وتتعاون اللجنة مع دراسة الجدوى التي قدّمتها «فيفا» بشأن توسيع استضافة البطولة ليشمل دولاً مجاورة، إلا أن الأمر لا يلقى حماساً لدى الدوحة، حيث قادت السعودية والإمارات فرض الحصار على قطر في يونيو 2017، بعد سنواتٍ من العلاقات المتوترة.
ويرى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن مشاركة الدول الجارة في تنظيم كأس العالم 2022 وإجراء بعض المباريات فيها قد يسهم في تخفيف حدة العداء بين الطرفين، وعلى الرغم من الغضب العارم من مقتل خاشقجي، فإنه لم يستبعد إدراج السعودية قائلاً «بالتأكيد لا توجد أية ضغوطاتٍ على قطر على الإطلاق».
وأضاف إنفانتينو ”هناك نقاش مفتوح وصريح. لو كان هذا الأمر ممكناً وعمليّاً، فسأكون سعيداً للغاية. أما إذا تعذّر هذا (وظلّت المنافسة في البطولة بين 32 فريقاً فقط)، فسأكون سعيداً جدّاً على كل حال. لكني لن أكون سعيداً إن لم نحاول“.
وختم إنفانتينو حديثه عن تنظيم كأس العالم 2022، ”لا أدّعي أننا نقوم بكل شيء على خير وجه. فحتّى الآن، ليس هذا هو الواقع. إننا نرتكب الكثير من الأخطاء، لكننا نحاول أن نعمل بصدقٍ وإخلاص“.