يمثل اللوبي الصهيوني أقوى جماعات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية لما يمتلكه من سيطرة وتأثير في العديد من مجالات الحياة الأمريكية (السياسية، الاقتصادية،الإعلامية، والأكاديمية) يسخرها لـهدف واحد هو حماية الكيان الصهيوني ودعمه بشكل كامل أمام أعدائه.
ويتميز اللوبي اليهودي "بالتنظيم" على خلاف غيره من جماعات الضغط التي تنتمي لجاليات أخرى ربما تفوقه عددا ولا تملك عشر تأثيره، فضلا عن أن البنية الأمريكية تشكل حاضنة له من عدة جهات أبرزها الدين وتشابه النشأة، وقوة الصهيونية المسيحية.
ويعتبر اللوبي الصهيوني عبارة عن تحالف بين الأفراد والمنظمات التي تعمل بنشاط لتشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاهٍ موالٍ للكيان الصهيوني، وليس المقصود الإيحاء بأن " اللوبي" هو حركة موحدة ذات قيادة مركزية، أو أن الأفراد ضمنه لا يختلفون على قضايا معينة.
ويتكون اللوبي الصهيوني من شبكة واسعة من المنظمات تزيد على ( 300) منظمة و ( 200 ) اتحاد محلي وصندوق للرعاية وجمعية للعلاقات العامة، وأكثر من ( 500 ) محفل ومعبد.
أبرز المنظمات المكونة له:
وتعتبر أبرز المنظمات التي تشكل حاليا العمود الفقري للوبي الصهيوني
ما يلي:
جمعية الدعوة اليهودية الموحدة: وهي أكبر التجمعات اليهودية في أمريكا، وتهتم بجمع التبرعات وتنظيم الاحتفالات وترتيب اللقاءات مع القادة والزعماء. والرابطة اليهودية الأمريكية: وهي جمعية ترعاها الحكومة الصهيونية . وجمعية " بناي بريث": وهي مؤسسة يهودية تتمتع بتنظيم دقيق ومحكم، وتعمل على اتهام كل من يخالف المصالح الصهيونية بمعاداة السامية. والجمعية اليهودية الأمريكيةوهي تعني بشئون اليهود في العالم وخاصة مجال إحكام الترابط والتنسيق بينهم. واللجنة الأمريكيّة الإسرائيليّة للشّئون العامّة "أيباك": وتضم في عضويّتها عدّة منظّمات صهيونيّة مثل بناي بريث، اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة، والكونغرس اليهودي الأمريكي وغيرها… وتعقد اللجنة مؤتمراً سنويّاً يحضره عدد كبير من الشّخصيّات الأمريكيّة السّياسيّة من مجلسي الشّيوخ والنّوّاب وغير ذلك، ومن خلال هذه المؤتمرات يتم تدريب وإعداد الكوادر اللازمة لهذه الجمعيّة.
تأثير اللوبي في السياسة
وتبدو أهمية دور اللوبي الصهيوني في التأثير على السياسة الأمريكية من ثلاث زوايا : تغلغل اليهود في عصب الاقتصاد الأمريكي. عدم انخراط اليهود في أي من الحزبين( الجمهوري أو الديمقراطي) وبقاؤهم على الحياد يرجحون كفة الحزب الذي يلتزم بمصالح الصهيونية العالمية من أجل وحدة المصالح الأمريكية والصهيونية. ويمارس اللوبي إستراتيجيتين واسعتين لتعزيز الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.
الأولى: أنه يمارس نفوذًا عظيمًا في واشنطن، بالضغط على كل من الكونجرس والفرع التنفيذي لدعم "الكيان الصهيوني" دائمًا ومهما تكن الآراء الخاصة لأحد صناع القانون أو صناع السياسة، يحاول اللوبي أن يجعل دعم الكيان الصهيوني هو الخيار السياسي" الذكي".
الثانية: هي أن اللوبي يكافح من أجل أن يضمن أن الخطاب العام بشأن الكيان الصهيوني يصوره على نحو إيجابي، بترديد الأساطير عن الكيان وتأسيسه، وتعميم وجهة النظر “الصهيونية” في النقاشات السياسية التي تجري كل يوم. ومن أبرز تأثيرات اللوبي الصهيوني في السياسة الأمريكية أولا: التأثير في الكونجرس, حيث إن أحد أعمدة فاعلية اللوبي هو نفوذه في الكونجرس، حيث تهيمن “الرؤية الصهيونية” في واقع الأمر، وهذا بحد ذاته وضع فريد، لأن الكونجرس لا يتجنب أبدًا القضايا الشائكة ولا بد أن يكون هنالك نقاش حي لها في الكونجرس. ولكن حيثما يكون الأمر متعلقًا ب”الكيان الصهيوني”، يخيم الصمت على الجميع، ولا يتم فيها النقاش مطلقا.
نفوذ اللوبي
ويملك اللوبي الصهيوني نفوذًا واسعًا على الفرع التنفيذي "الرئاسة". وتنبع تلك السلطة جزئيًا من تأثير الناخبين اليهود على الانتخابات الرئاسية. وعلى الرغم من قلة عددهم بالنسبة إلى عدد السكان (فهم أقل من ٣% من مجموع السكان)، إلا أنهم يدفعون أموالاً طائلة للحملات الانتخابية للمرشحين من كلا الحزبين. وقدرت صحيفة "الواشنطن بوست" ذات مرة أن مرشحي الرئاسة الديمقراطيين يعتمدون على الأنصار اليهود لتزويدهم بما يبلغ ٦٠ % من الأموال.
اللوبي ووسائل الإعلام
إن الصهيونية العالمية تسعى لإحكام السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة وتسخيرها لخدمة الأهداف الصهيونية، فبالنسبة للصحافة الأمريكية لا يملك اليهود القسم الأعظم من الصحف، لكنهم يسيطرون على ( المصادر الإخبارية )، وعلى القسم الأعظم من وسائل الإعلام الجماهيرية، وعلى بعض وسائل الإعلام الضخمة ( نيويورك تايمز– واشنطن بوست – راديو كوربوريشن أوف أمريكا… الخ )، ولديهم أكثر من 300 صحيفة يومية، وأسبوعية، ودورية، والأهم من ذلك كله أنهم يملكون أهم وسيلة للضغط على هذه الصحف، وهي الإعلانات والتي في معظم الأحيان تكون مصدر التمويل الرئيسي الذي يضمن بقاء هذه الصحف. ويعمل اللوبي الصهيوني على فرض الحجر الصحفي على وسائل الإعلام التي لا تستجيب لمطالبه، من خلال منظمة أطلق عليها ( عصبة مكافحة التشهير باليهود ).