ذكر موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، أنّ جزء من جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قد يكون نقل إلى الرياض بواسطة العقيد السابق في المخابرات السعودية ماهر مطرب، في الثاني من أكتوبر الجاري.
ونقل الموقع، الأحد، عن مصادر إنّ “السلطات التركية تعتقد أنه تم نقل جزء من الجثة خارج تركيا بواسطة الحراس الشخصيين لولي العهد محمد بن سلمان، تحديدا ماهر عبد العزيز مطرب، العقيد السابق في الاستخبارات السعودية”.
وأضافت المصادر أنّ “مطرب”، أحد المشتبه بتورطهم في مقتل خاشقجي “قد يكون حمل جزء من الجثة في حقيبة كبيرة، شوهدت بحوزته عند مغادرته مطار أتاتورك (بإسطنبول)” يوم وقوع الحادثة.
وحسب المصادر، لم يتم فحص حقائب “مطرب”، أثناء مروره بقاعة كبار الشخصيات في مطار أتاتورك، كما لم تخضع طائرته الخاصة للتفتيش، لحمله جواز سفر دبلوماسي.
وأشارت المصادر إلى أنّ “مطرب”، كان على عجلة من أمره خلال مغادرته المطار ذلك اليوم.
وغادرت طائرة “مطرب” الخاصة مطار أتاتورك، وفق المصادر، عند الساعة 18:20 بالتوقيت المحلي (15:20 ت.غ).
والجمعة الماضي، أفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن ماهر مطرب، “لعب دورا محوريا في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.
واستندت الشبكة في معلوماتها على مصدر تقول إنه مقرب من التحقيق التركي في تلك القضية، إضافة إلى شريط مصور نقلت فحواه وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية، أظهر تواجد “مطرب” داخل قنصلية بلاده في اسطنبول يوم اختفاء خاشقجي، وإنه وصل إلى القنصلية قبل نحو 3 ساعات من وصول خاشقجي.
وفجر السبت، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، إثر شجار مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنها أوقفت 18 شخصا كلهم سعوديون.
ولم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
لكن وسائل إعلام غربية شككت في الرواية الرسمية السعودية، واعتبرت أنها “تثير الشكوك الفورية”، خاصة أنه أول إقرار للرياض بمقتل خاشقجي، جاء بعد صمت استمر 18 يوما.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الجمعة، عن خطة من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة المقال، والمقرب من ولي العهد بن سلمان، اللواء أحمد عسيري كـ “كبش فداء” في قضية مقتل خاشقجي.
وقبل أيام، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصدر تركي رفيع، أن خاشقجي قتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم “الخيال الرخيص” الأمريكي الشهير، وهي الرواية التي تداولتها عدد من الصحف الغربية والتركية منذ اختفاء الصحفي السعودي.
وقال المصدر إن مسؤولين كبار في الأمن التركي، خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله داخل القنصلية، بناءً على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.