أعلنت زوجة الدكتور عبدالخالق فاروق، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إلقاء قوات الامن القبض عليه، قبل اقتياده لقسم الشروق، وذلك في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
تم القبض على د. عبد الخالق فاروق و تم اقتيادة الى قسم الشروق انا زوجتة نجلاء سلامة
Publiée par عبد الخالق فاروق sur Dimanche 21 octobre 2018
وعبدالخالق هو مؤلف كتاب «هل مصر فقيرة حقا؟»، الذي تمت مصادرته قبل أيام، بعد اعتقال صاحب مطبعة دار السلام، إبراهيم الخطيب، الذي تولى طباعة الكتاب، واقتياده يوم الأحد الماضي، غلى قسم شرطة دار السلام، قبل أن ينكر الأمن وجوده داخل مقر الاحتجاز.
وسبق لفاروق أن أعلن مصادرة جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية كتابه الصادر حديثاً عن مطبعة دار السلام، على الرغم من حصوله على تصريح رسمي بالنشر من الجهات المختصة. في حين لا تعلم أسرة الناشر مكانه حتى الآن، علماً بأن قرار إخلاء سبيله صدر عن النيابة العامة فور القبض عليه، ولم ينفذ القرار حتى الآن.
وصادر الأمن المصري الكتاب قبل ثلاثة أيام، وألقى القبض على صاحب المطبعة عند الثامنة من مساء الأحد الماضي، وأخلت نيابة دار السلام الجزئية سراحه في تمام العاشرة مساءً، غير أن قرار الإخلاء لم ينفذ بالمخالفة للقانون، بذريعة أن صاحب المطبعة في انتظار إشارة “الأمن الوطني” ليخرج من مقر الاحتجاز، وهو ما لم يحدث حتى هذه اللحظة.
ويقدم كتاب “هل مصر فقيرة حقاً” حقائق موثقة بالأرقام عن موارد الاقتصاد المصري، وثروات البلاد المنهوبة، وغير المستغلة، وطرق توزيعها بما لا يعود بالنفع على المواطن البسيط، مستشهداً بالعديد من نماذج ما يسمى بـ”رأسمالية المحاسيب”، وعدم تقدير قيم الأصول والممتلكات والمباني الحكومية، واستمرار سياسات هدر المال العام (السيارات الحكومية نموذجاً).
ويتضمن الكتاب فصولاً عن آليات استغلال الموارد البشرية، والكثافة السكانية، من وحي نتائج تعداد الدولة الأخير، مشيراً إلى العاصمة الإدارية الجديدة، والكيانات التي وراء تمويلها، ومدى جدواها اقتصادياً، وصولاً إلى إهدار ثروات البلاد من البترول والغاز الطبيعي، والخسائر التي لحقت بمصر من تعاقدات الغاز الحكومية مع إسرائيل والأردن.
كذلك يتناول خسائر تعاقدات الغاز مع شركة “غاز دي فرانس” الفرنسية، وصفقة شركة “بريتش بتروليوم” البريطانية كنموذج للفساد غير المسبوق (صفقة استثمارية بغرب دلتا النيل بلغت قيمتها 12 مليار دولار)، علاوة على سوء الإدارة الاقتصادية والمالية للشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيغاس)، وملامح سيطرة القطاع الخاص على إنتاج وتوزيع أنبوبة البوتاغاز المنزلي.
ويتطرق الكتاب أيضاً إلى كلفة المنتجات البترولية، وطريقة التلاعب بدعم المحروقات في الموازنة العامة، عبر الكشف عن عناصر تكاليف إنتاج منتجات الوقود المحلية، وتكاليف استيراد الاحتياجات البترولية، إلى جانب الحديث عن المسكوت عنه في صفقة اكتشاف حقل “ظهر” للغاز، ومنجم “السكري” للذهب، من النماذج الواضحة لحالة الفساد، ونهب الثروة الوطنية.
ويناقش الكتاب الأوجه المتعددة لإهدار أموال الدولة، على غرار أجور وحوافز الوزراء، بالإضافة إلى كلفة بناء السجون في مصر، وثروات رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك المخفاة، ورشاوى المؤسسات الصحافية القومية (الحكومية) لرئيس الدولة، وعائلته، وكبار المسؤولين، وأخيراً يقدم الكاتب روشتة متكاملة لإنقاذ الاقتصاد الوطني في فصل كامل.