شكك عدد من الأعضاء البارزين في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين بمصداقية بيان المملكة العربية السعودية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي، رغم أن رئيس البلاد دونالد ترامب اعتبره “ذو مصداقية”.
وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيكتيكت ريتشارد بلومنثال، في برنامج بقناة “سي إن إن”، إنه من الواضح أن المسؤولين السعوديين “يحاولون كسب الوقت وإعداد ذريعة لما فعلوه، لكن هذا يطرح المزيد من الأسئلة عوضًا عن تقديم أجوبة”.
وأشار بلومنثال إلى ضرورة فتح تحقيق دولي بطريقة مشروعة وموثوقة، تشارك فيه الأمم المتحدة، واستخدام التسجيلات الصوتية التي قيل إنها موجودة لدى تركيا.
وأضاف أن العالم بحاجة إلى نتائج تحقيق دولي وليس بيان المسؤولين السعوديين “الذي بذلوا كل ما في وسعهم من أجل حماية ولي العهد محمد بن سلمان”.
من جانبه، قال السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن السعودية أصدرت بيانات مختلفة في كل يوم عن خاشقجي.
وأضاف كوركر في تغريدة على تويتر: “ينبغي علينا ألا ننتظر من البيان الأخير للمسؤولين السعوديين أن يكون متزنًا”.
وتابع قائلًا: “قد يكون السعوديون يجرون تحقيقًا بأنفسهم، لكن على حكومة الولايات المتحدة أن تجري تحقيقًا مستقلًّا وموثوقًا في إطار قانون ماغنيتسكي، بموجب ما تقتضيه القوانين، من أجل القبض على منفذي جريمة خاشقجي”.
بدوره، قال السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، بوب منيديز إن الضغوط الدولية المشتركة أجبرت السعودية على الاعتراف بمقتل خاشقجي.
وأضاف منيديز، في تغريدة على تويتر، إنه “لا استثناء ضمن قانون ماغنيتسكي للحوادث حتى وإن مات خاشقجي بشجار”.
ودعا راند بول، السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، إلى تعليق جميع الصفقات العسكرية والمساعدات والتعاون مع الرياض، مضيفًا: “يجب أن تدفع السعودية ثمنًا باهظًا لما ارتكبته”.
أما النائب عن ولاية كولورادو مايك كوفمان، فدعا في بيان له إدارة ترامب إلى اتخاذ موقف أقوى بخصوص مقتل خاشقجي.
وطالب كوفمان ترامب باستدعاء القائم بالأعمال الأميركي في السعودية إلى واشنطن بسرعة من أجل المزيد من المباحثات في الكونغرس.
عضو مجلس النواب عن ولاية فيرجينيا جيري كونولي، قال في برنامج بقناة “سي إن إن”، إن البيان السعودي حول مقتل خاسقجي “أشبه بعملية كلاسيكية للمافيا”.
وأفاد كونولي أن السعودية تكتمت على الأمر بهذه الطريقة من أجل حماية ولي العهد محمد بن سلمان، مشددًا أن الاحتمال معدوم بتنفيذ جريمة مخطط لها مسبقًا في القنصلية السعودية دون علم وموافقة ولي العهد.
من ناحيته، قال النائب عن نيويورك إليوت أنجل إن البيان الأخير للسعودية “غير موثوق”، لأنه سبق لها أن نشرت بيانات متضاربة مع بعضها البعض منذ اليوم الأول للحادثة.
ودعا أنجل، في بيان له، إدارة ترامب إلى المطالبة بإجراء تحقيق دقيق وشفاف في أقرب وقت حول مقتل خاشقجي.
وأعلنت الرياض، في الساعة الأولى من صباح السبت، مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون.
ولم توضح مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.
وعلى خلفية الواقعة، أعفى الملك سلمان، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.