انسحب رؤساء تنفيذيون لبعض من أكبر البنوك والشركات المالية الأوروبية من مؤتمر استثمار على مستوى عال من المقرر انعقاده في السعودية، لينضموا بذلك إلى العديد من رؤساء الشركات الذين أحجموا عن حضور المؤتمر في ظل مخاوف واسعة النطاق بشأن مصير الصحفي جمال خاشقجي.
فقد انسحب الرؤساء التنفيذيون لبنوك اتش.اس.بي.سي وستاندرد تشارترد وكريدي سويس وبورصة لندن، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة بنك بي.إن.بي باريبا الثلاثاء من حضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار.
يأتي ذلك في أعقاب انسحابات في وقت سابق من جانب مسؤولين تنفيذيين ماليين أميركيين كبار، من بينهم جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لجيه.بي مورجان، ووسط ضغوط دولية متنامية على السعودية بشأن اختفاء خاشقجي.
واختفى خاشقجي، المقيم في الولايات المتحدة في الثاني من أكتوبر بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول.
وبينما انسحب معظم المصرفيين بدون أن يربطوا أفعالهم بالجدل الدائر حول مصير خاشقجي، أوضحت مصادر لدى بعض البنوك في أحاديث خاصة أنهم قلقون من التداعيات المحتملة على سمعتهم جراء الارتباط بهذا الحدث.
وقالت مؤسسة سيتي أوف لندن، التي تدير حي المال في العاصمة البريطانية، إن رئيسة مجلس إدارتها للسياسة والموارد كاثرين ماكجينيس لن تحضر المؤتمر.
وانسحب مسؤولون تنفيذيون من قطاعي الإعلام والتكنولوجيا بالفعل من المؤتمر بعد اختفاء خاشقجي.
وتعتقد تركيا أنه قُتل وأن جثته جرى نقلها، وهو ما تنفيه السعودية. لكن وسائل إعلام أميركية أفادت بأن المملكة تستعد حاليا للاعتراف بمقتل خاشقجي خلال تحقيق سار على نحو خاطئ.
ووصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الرياض لبحث القضية، التي تؤثر على العلاقات الأميركية مع الرياض والتي طورها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعناية. وتكهن ترامب بأن “قتلة مارقين” ربما هم المسؤولين عن مقتل خاشقجي.
وقال منظمو المؤتمر السعودي إن المؤتمر سيمضي قدما، بعدما حذفوا في وقت سابق قائمة المتحدثين من على الموقع الإلكتروني للمؤتمر مع تزايد انسحاب المسؤولين التنفيذيين.
ولا يزال هناك عدد قليل من كبار المسؤولين المصرفيين من المقرر أن يتحدثوا في المؤتمر.
وسيتي جروب وجولدمان ساكس وسوسيتيه جنرال من بين البنوك المتبقية التي أحجمت عن التعليق عما إذا كان كبار مسؤوليها غيروا خططهم أم لا.