جاء ذلك في كلمة مشعل بمؤتمر «أمة رائدة للقدس عائدة»، والتي انطلقت فعالياته، اليوم الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة أكثر من 700 شخصية عربية وإسلامية، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.
وقال مشعل في كلمته، «لابد سريعا أن نستحضر اللحظة التاريخية في مسيرة مقاومتنا للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وألخصها في 4 زوايا، الأولى أن مشروع تصفية قضية فلسطين، تنمو يوما بعد يوم، ويطلق عليها صفقة القرن».
وأضاف «لكن الأمر أكبر من ذلك، وإن لم يعلنوا عنها بتفاصيلها، فقد بدأوا بخطوات عملية على الأرض، من خلال إعلان القدس عاصمة دولة الاحتلال، وقضية الخان الأحمر، وشطب حق العودة، وتفتيت مؤسسة الأونروا، واقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولة إدماج الاحتلال في المنطقة، خاصة بعد أن حققت ثغرات في بعض الكيانات العربية والإسلامية».
أما الزاوية الثانية -حسب مشعل- فتتمثل في أن «الشعب الفلسطيني العظيم، رغم معاناته المتراكمة منذ 100 عام، ما زال يقاوم وهو الضمان لإفشال صفقة القرن وكل مخططات تصفية القضية».
وحول الزاوية الثالثة رأى أن «”المنطقة للأسف ومنذ سنوات مثقلة بأزماتها، فشغلوا عن القضية الفلسطينية، بعضها حقيقي وبعضها مصطنع، والجميع شغلوا عنا، ولم تعد فلسطين حاضرة بذلك الزخم، هناك من تعمد هذا الشيئ، وأراد الترويج بأن الاحتلال هو الحل، وهذه الزاوية مزعجة جدا بالنسبة لنا».
وفي الزاوية الرابعة والأخيرة أكد مشعل أن «الناس يظنون الأمة قد ماتت، فإذا ما حدث خطر على الأقصى أو حرب ضد غزة، تنتفض الأمة من أقصاها إلى أدناها. هذه اللحظة التاريخية وهذه الأرضية لابد أن ننطلق منها».
وطرح مشعل 4 مسارات للتحرك لنصرة قضية فلسطين لخصها في:-
وحول المسار الأول، دعا مشعل «جميع النخب في العالم الإسلامي، كمفكرين وعلماء وسياسيين إلى صياغة معادلة دقيقة تجمع وتوازن بين همهم المحلى والهم العام للأمة وعلى رأسها قضية فلسطين».
وشدد على أن «كل شعب من حقه أن يتطلع إلى الحرية والكرامة، والمعادلة باختصار اشتغلوا في أموركم القطرية وأبدعوا بها وانشغلوا بها، لكن لا تنسوا فلسطين، لا تفاضل بين ذاك وذاك، وكلما نجحت في همك المحلي نجحت في خدمة فلسطين».
وطالب مشعل في المسار الثاني، أن «نرفع من سقف الأداء، نتوزع في جهدنا في كل أقطارنا لدعم قضيتنا الفلسطينية، نحن نريد أن نزيد من هذا الأداء، من خلال حماية القدس وإعطاء رسالة لأهل فلسطين أننا معكم، ورفع الحصار عن غزة، من حقها علينا أن نكسر عنها الحصار، من القريب قبل البعيد. لا نستحي من كلمة دعم المقاومة، لأنها حق مشروع».
وحول المسار الثالث أضاف رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، أن «هناك خطورة للحظة التاريخية التي نعيشها اليوم، فلذلك أدعوا الجميع لأن يعمل على تصميم خطة لتحرير القدس وفلسطين، ولا تقولوا حماس موجودة وهي تقوم بالأمر، صحيح، لكن لماذا أنت لا تبادر بخطة؟».
وفيما يتعلق بالمسار الرابع، قال مشعل «نريد أن نكون في انتفاضة عامة، لنشكل نهضة كبيرة على مستوى الأمة الإسلامية، لنكون رواد بقدر استطاعتنا».
وختم مشعل كلمته بقوله «ندعو الله أن تبقى تركيا العظيمة شامخة بشعبها وقيادتها ورئيسها رجب طيب أردوغان».
وينظم المؤتمر «الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين»، في دورته العاشرة، بالتعاون مع مركز علاقات تركيا والعالم الإسلامي.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين، إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى الضوء، في ظل مخاوف من «صفقة القرن» وتراجع الثورات بالعالم العربي، ومحاولة إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، بحسب المنظمين.
و”صفقة القرن” هو اسم إعلامي لخطة سلام تعمل عليها الولايات المتحدة الأمريكية، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بما فيها القدس واللاجئين.
ويشارك في المؤتمر نخبة من قادة ورؤساء الحركات والهيئات والمؤسسات المختصة بالقضية الفلسطينية.
ويعقد هذا المؤتمر في ظروف صعبة ومقلقة تمر بها القضية الفلسطية.
ومنذ وصوله إلى الرئاسة الأميركية، عام 2017، اتخذ دونالد ترامب قرارات تنتهك الحقوق الفلسطينية، أبرزها الاعتراف بالقدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة مزعومة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، في 14 مايو الماضي.
ويتضمن المؤتمر برنامجا حافلا بالندوات والمبادرات، بمشاركة العديد من السياسيين والمفكرين.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان في البيان الختامي للمؤتمر عن مبادرات لدعم القضية الفلسطينية، لاسيما فيما يتعلق بمدينة القدس وقطاع غزة المحاصر.
ومن المقرر أن يطلب المجتمعون من الدول العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية.
كما يقام معرض للصور يتعلق بالتاريخ الفلسطيني، وانتفاضة الأقصى عام 2000، إضافة إلى معرض خاص بمنتجات فلسطينية، منها: الأطعمة والألبسة.