شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الثوره الثانيه من يقوم بها ؟!! – رحاب رسلان

الثوره الثانيه من يقوم بها ؟!! – رحاب رسلان
لا يكاد يمر علينا يوما دون أن نقرأ خبرا فى جريده أو نسمع فى إحدى برامج التوك شو حزب من الأحزاب أو إحدى الائتلافات  الثوريه تهدد...

لا يكاد يمر علينا يوما دون أن نقرأ خبرا فى جريده أو نسمع فى إحدى برامج التوك شو حزب من الأحزاب أو إحدى الائتلافات  الثوريه تهدد بأنها ستبدأ " ثوره " إن لم تتحقق طلباتها التى تراها مشروعه … و تختلف هذه الطلبات بإختلاف أصحابها … فهناك من يهدد بالثوره إن لم تعاد الإنتخابات الرئاسيه بعد كتابه الدستور ظنا منه أنه فائز لا محاله … آخرون يهددوا بثوره إن بقى النائب العام فى منصبه مطالبين بتطهير القضاء… فى مواجهتم من يتوعد إن تم اقصاؤه عن منصبه دفاعا عن إستقلال القضاء … و البعض يصرخ بالفضائيات محذرا من دستور كتبه الإسلاميين يعيدنا الى عصور الظلام ووأد البنات و يحلل الإتجار بالنساء و الأطفال … و على قناه أخرى من يبشرنا بأن الدستور علمانى  لا يمكن أن نقبله … و كل طرف  يعد بمظاهرات و مليونيات تنتهى بثوره تحقق له ما يريد . …  بتنا   نشعرأننا فى إنتظار ثوره آتيه لا محاله… و هنا يأتى سؤال منطقى حول هذه الثوره المنتظره  " من سيقوم بها ؟ " .

 

 خلال الشهور الماضيه كان هناك دعوات لمظاهرات كثيره مطالبها تبدو منطقيه لفئات كبيره من الشعب و تخاطب جميع طوائفه على إختلاف توجهاته و إنتماءاته السياسيه …و بالرغم من أن طلبات و أهداف هذه المظاهرات  تبدو على طرفى النقيض … إلا أن هناك رابط و نقطه مشتركه جمعت بينهم جميعا … كانت كلها مظاهرات هزيله لا تمثل العدد الحقيقي الذى يؤمن بشرعيه طلباتها … و لا تتناسب مع حجم التحضير الإعلامى لها … و ربما ضرت أصحابها و المنادين بها أكثرمما أفادتهم …حيث ظهروا بمظهر الأقليه التى تثير القلاقل و تمنع البلد من الإستقرار.

 

ما هذا ؟ هل فقدنا قدرتنا على الثوره ؟ !! …لقد توهمت بعض القوى السياسيه أنها قادره على حشد الملايين  للثوره فى أى وقت يريدوه … و ظنوا أن الناس إذا آمنت بعداله المطالب فسيكون من السهل أن يحتشدوا  و يصبحوا نواه لثوره جديده  فى أى وقت … لقد نسي هؤلاء أن نفس هذا الشعب تحمل خلال ما يقرب من العامين ما يفوق طاقه البشر … لقد ثارت كل فئات الشعب و خرجت معرضه نفسها للهلاك و الموت أو الإصابه أملا فى مستقبل أفضل لهم و لأبنائهم … نعم بدأت كثوره للشباب و بنداءات على الفيس بوك للتظاهر يوم 25 يناير مطالبين "بعيش, حريه وعداله اجتماعيه " … و كان يمكن أن يبقي هذا هو أعلى سقف للمطالب لولا أن إنضمت لهم كل فئات الشعب …فتحول الأمر الى مطالبات "باسقاط النظام "  و كان ما كان مما تابعناه جميعا من تطورات إنتهت بسقوط النظام … و دفعنا ثمن هذا غاليا من دماء أبنائنا ممن أستشهدوا فداء لنا جميعا و من آلاف المصابين ممن تركت لهم الثوره أوسمه سترافقهم باقى أعمارهم .

 

و إنتهت الثوره و بدأ الناس ينتظروا الثمره … و لن أسرد تفاصيل ما عانيناه طوال عام و نصف من حكم العسكر أنهكوا فيها الشعب و أصبح الحصول على الإحتياجات الأساسيه أكثر مشقه من قبل الثوره … و هربت رؤوس الأموال من بلد لا رئيس لها و لا حكومه دائمه و لا مجلسي شعب و لا شورى ..و إزدادت الحاله الإقتصاديه سوءا و إزداد الفقراء فقرا … و إنضم لهم كثيرون من أصحاب الأعمال الخاصه و ممن يطلق عليهم الطبقه المتوسطه … و بدأت صوره الثوره تتبدل فى الأذهان … لم تعد هى طوق النجاه الذى ينقلنا الى حياه أفضل و عيش كريم … بل هى الفزاعه التى تهدد قوتنا و تيتم أبناءنا و لم نرى لها فائده او عائد … لذا لا تتعجب إن ركبت سياره أجره ووجدت السائق يخبرك أنه ممن شاركوا فى الثوره و يحكى لك تفاصيلها بحماس … ثم ينتقل الى لعن اليوم الذى ثرنا فيه لأن الرزق قليل و لا يكفى … و لا إن ذهبت الى فندق ووجدت أحد العاملين يدعو على مبارك و رجاله ممن سرقوا البلد و أفقروه … ثم يبدأ فى إنتقاد الثوره و ما سببته من قطع عيش الكثيرين مثله بسبب قله عدد السائحين.

 

لا تتعجب … فملايين من أبناء هذا الشعب يعيشوا تحت خط الفقر … و لا نتوقع أن يهتموا  بإختلاف النخبه حول كلمه فى إحدى مواد الدستور… و لا بدستوريه أن يتم إنتخاب ثلث أعضاء مجلس الشعب من الفردى أم من الأحزاب … ,لكن يفزعها سماع أن  مليارات صرفت على الإنتخابات الأولى و سيتم صرفها مره أخرى لإعاده إنتخابات كانت فى الأصل نزيهه بسبب نص دستورى… و لا يعنيهم كثيرا إن كان رؤساء التحرير الجدد إخوان  حقا أم لا و كثيرون منهم لا يملكوا رفاهيه شراء جريده يوميه …و من المؤكد كان لكل منهم إختيار مختلف بين المرشحين للرئاسه , و لكن ما يعنيهم الأن أن  يستطيع من أصبح رئيسا أن ينهض بالبلد لتتحسن معيشتهم…  لا يعنيهم كثيرا أى حزب له الأغلبيه بل و ربما يلعنوا جميع الأحزاب التى تتشاحن تاركه البلد تحيا فوق صفيح ساخن بشكل دائم .

 

انا لا اقلل من ادراك هذا الشعب العظيم الذى وهبه الله ذكاء فطرى و تقييم حكيم للأمور … و هو صاحب ثوره عظيمه يتحدث عنها العالم كله بإنبهار … و لكنى أطالب جميع الأطراف أن تسمو فوق الخلافات النخبويه … و حول المعارك اللفظيه … و أن يتخلوا عن ثقتهم العمياء بأن الشعب معهم يحركوه متى شاءوا … و أن الثوره شئ سهل …و أن  بإستطاعتهم حشد الناس للقيام به وقتما يشاءوا و بمجرد دعوتهم لمليونيات …  أدعوهم جميعا للعمل السريع و الجاد على الارض لا فى الفضائيات كى يشعر الناس أن ثورتهم و تضحياتهم طوال ما يقرب من عامين أثمرت شئ  ذا قيمه … أدعوهم جميعا للإنتهاء سريعا من الدستور ومن إنتخابات مجلس الشعب كى تكتمل مؤسساتنا التشريعيه و يصبح لدينا كيان مستقر يشجع المستثمرين و يجذب رؤوس الأموال العربيه و الأجنبيه … أدعو جميع الأطراف أن  ينسوا خلافاتهم و أطماعهم السياسيه  لبضعه اعوام قليله تتنفس فيها مصر الصعداء … و إلا أبشرهم أن الثوره الثانيه قادمه لا محاله … و لن تكون هذه المره نتيجه لدعوه أى من الأطراف السياسيه … بل ستكون ثوره شعب علىكم أنتم … ثوره شعب على نخبته … ثوره شعب دفع الكثير كى يعطيكم حريتكم كامله فى تكوين الأحزاب و تبنى أى إتجاه سياسي تريدون … و إنتظر منكم المقابل … فعملتم لأنفسكم و لأهدافكم و لرفعتكم و أصبحتم له نكبه لا نخبه.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023