فرضت السلطات الأمنية بالعراق، اليوم الخميس، حظر التجول في مدينة البصرة أقصى جنوبي البلاد في مسعى لاحتواء التوتر المتصاعد الناجم عن احتجاجات عنيفة منذ يوليو الماضي.
وقالت قيادة عمليات البصرة (تابعة للدفاع) في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن حظر التجول على مستوى المحافظة يسري بدءًا من الساعة 15:00 بتوقيت بغداد إلى إشعار آخر غير مسمى.
ودعت قيادة عمليات البصرة المواطنين إلى “التعاون مع الأجهزة الأمنية للمحافظة على أرواح الجميع والممتلكات العامة”.
ويأتي الحظر غداة اشتباكات عنيفة منذ الثلاثاء الماضي ومازالت متواصلة حتى اليوم، بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين أمام مبنى الحكومة المحلية في البصرة وسط المدينة، وخلفت 7 قتلى من المحتجين.
ومنذ منذ بدء الاحتجاجات في البصرة، 9 تموز/يوليو الماضي، وصل العدد الإجمالي للقتلى 24 متظاهرًا، حسب بيان صادر عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة (مرتبطة بالبرلمان) اليوم.
وواصل العشرات من المحتجين اليوم، غلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى ميناء أم قصر على الخليج العربي (أقصى الجنوب) وهو ما أوقف حركة دخول وخروج الشاحنات، وفق ما أفاد مراسل الأناضول.
كما تجمع العشرات من المواطنين في قضاء المدينة شمالي المحافظة عند حقل غرب القرنة 2 الذي يعد من أضخم حقول النفط في العراق وينتج حاليًا نحو 400 ألف برميل يوميًا، وتديره شركة لوك أويل الروسية.
وكان متظاهرون قد أغلقوا في تموز/يوليو الماضي ميناء أم قصر لأربعة أيام وهو ما تسبب بخسائر تقدر بنحو بنحو 100 مليون دولار، وهي قيمة مواد غذائية تعرضت إلى التلف.
وتقول الحكومة العراقية إن مندسين بين المحتجين يعملون على تخريب الممتلكات العامة، وأنها لن تسمح بذلك، لكن المتظاهرين لطالما اتهموا قوات الأمن بإطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم بالقوة.
وتأتي هذه التطورات، وسط أزمة سياسية في البلاد، حيث تسود خلافات واسعة بين الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو/أيار الماضي، بشأن الكتلة البرلمانية التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.