نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريرا بعنوان “44 قبرا صغيرا تثير أسئلة حول السياسة الأميركية في اليمن”، وذلك بعد الغارة الجوية التي نفذتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وسببت قتل العشرات بينهم أطفال، في مدينة صعدة شمال اليمن.
ونقلت الصحيفة في التقرير الذي ترجمه موقع “عربي 21″، حديث منظمات حقوق الإنسان، عن الدور الذي لا يمكن للولايات المتحدة أن تنكره في حرب اليمن، خاصة بعد بيعها أسلحة بمليارات الدولارات إلى دول التحالف، وتفاخر ترامب بهذه الصفقات، بالاضافة للدعم الأمني، وتزويد الطائرات بالوقود في الجو.
ونوه التقرير عن قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوقيع على قانون، يطلب من وزير الخارجية مايك بومبيو، التأكد من أن السعودية وحليفتها الإمارات العربية، تتخذان الخطوات اللازمة لتجنب القتلى والمدنيين.
وبحسب الصحيفة فإن بومبيو، إذا لم يقدم شهادته، فإن القانون يحظر على الطائرات الأميركية, تقديم الوقود لمقاتلات التحالف، بعد أن لفتت الانتباه لقيام وزير الخارجية الأميركي بالاتصال هاتفيا بولي العهد السعودي، والحديث معه حول الهجوم الذي تعرضت له حافلة الأطفال.
ونقل التقرير أن المشرعين في الكونجرس، طالبوا الجيش الأميركي بتقديم توضيح للدور الذي يؤديه في الغارات الجوية على اليمن، والتحقيق فيما إن كان دعم الغارات الجوية للتحالف، ستؤدي لتعرض الجنود الأميركييين للمسائلة القانونية.
وقالت الصحيفة إن شركة “ريثيون” للتعهدات الدفاعية، حاولت التأثير على المشرعين ووزارة الخارجية، للسماح لها ببيع 60 ألف قنبلة دقيقة للسعودية والإمارات، في صفقة بمليارات الدولارات.
وأورد التقرير، تعليق التحالف العربي بقيادة السعودية، بقوله إنه يعمل على تجنب استهداف المدنيين، متهما الحوثيين باستخدامهم كدروع بشرية.
وتقول الصحيفة إن زيارة لموقع الحادث، ومراجعة الصور والفيديوهات ومقابلات الشهود، تكشف عن الثمن البشري الكبير الذي سببه هذا الحادث، حيث كان معظم ركاب الحافلة من الأطفال من عمر 5 لـ 16 عاما، كانوا في رحلة دينية ترفيهية، في محافظة صعدة، قرب الحدود اليمنية السعودية، التي كانت محلا للغارات المكثفة.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أيام من الغارة، قدم سكان المنطقة قطعة معدنية تثبت أن القنبلة مصنوعة في أميركا، من شركة “جنرال داينمكس”، دون أن تتأكد الصحيفة من صحة القطعة من القنبلة، والتي تزن 500 رطل، وقالت أن بقايا القنابل المصنعة أميركيا، عادة ما يعثر عليها في أماكن، الغارات في اليمن.
ونقل التقرير عن الإدارة الأميركية قولها أنها لا تسيطر على القنابل التي تشتريها السعودية والإمارات، وبأن البنتاغون عرض أكثر من مرة المساعدة في تحديد قائمة بالأهداف الواجب تجنبها، وأن الأميركيين لا علاقة لهم باختيار الأهداف.