"مسكناه وعلمنا عليه بالإسبراي، على وشه وعلى ضهره بالاستنسل وكتبنا عليه "متحرش"، هكذا قرر عدد من الشباب مواجهة ظاهرة التحرش في مناسبة العيدـ التي تروج فيها تلك الظاهرة وتتكاثر-؛ حيث قرروا النزول إلى الشارع، أمس (السبت) محاولة منهم التخفيف من ظاهرة التحرش .
بدأت الحكاية من الصحفي "عمرو صلاح"، بعد دعوته لأصدقائه عبر صفحة حدث بموقع "فيس بوك" تحت عنوان "حفلة ضرب وسحل المتحرشين بالعيد"، للنزول لمواجهة الشباب المتحرشين بالبنات، وقال خلال دعوته "أنا نازل أتحرش بالمتحرشين، كل من ألمحه يتعرض لفتاة سوف يتم ضربه وسحله وربطه ورميه أمام قسم الشرطة "، ومكان النزول في منطقة وسط البلد بميدان طلعت حرب والتحرير، متمنيًا أن لا يكون وحده، وموضحًا أن من ينزل لا بد أن يحضر معه "حبل غسيل" لكي يتم ربط من يقبضوا عليه حتى يستطيعوا الذهاب به لقسم الشرطة.
ويحكي أحمد عبد الحميد، أحد المستجيبين للدعوة، والذي شارك في تلك الحملة، أنهم تجمعوا 6 أفراد فقط، قرروا مواجهة المتحرشين بالعنف؛ حيث قاموا بضربهم والاشتباك معهم وربطهم حتى يتم توصيلهم إلى قسم الشرطة .
وأضاف "عبد الحميد" أن أول حالة تحرش قابلتهم، كانت أمام مطعم "هارديز" في ميدان التحرير، من أطفال صغار لا يتجاوز عمرهم 15 عامًا، ثم قابلتهم حالة تحرش أخرى عند مسجد عمر مكرم؛ حيث قاموا بضربه وأبعدوه عن البنت التي تحرش بها .
وكانت ثالث حالة قابلتهم عند كورنيش عبد المنعم رياض، حيث وقعت اشتباكات بينهم وبين ما وصفوهم بـ "حفلة تحرش" من الشباب على البنات، مشيرًا إلى أنهم قسموا أنفسهم إلى 3 يواجهوا المتحرشين، والثلاثة الآخرين يكونوا مسئولون عن تصوير ما يحدث، موضحًا أن الأمر تطور إلى اشبتاكات عنيفة بالأيدي؛ حيث رفع الشباب المتحرشون المطواة في وجوههم.
وأثار التصوير حفيظة المتحرشين، وصمموا على أخذ الكاميرات منهم، إلا أن المجموعة تخلصت منهم، وذهبت لمكان آخر.
وقال عبد الحميد: أن حالة التحرش التي وجدوها عند التحرير، ضربوه ثم قاموا برش "الإسبراي" على وجه الشاب باللون الأسود، و آخر كتبوا على ظهره كلمة "متحرش".
وأكد "عبد الحميد" أن الشباب المتحرشين الذين قبضوا عليهم وقدموهم للشرطة، تم تهريبهم، كما تم القبض على أحد المشاركين في الحملة بتهمة سرقة محفظة أحد المتحرشين.
وأوضح "عبد الحميد"، أن الدروس المستفادة من هذه التجربة، أنه ما زال هناك الكثير من الوقت حتى تختفي تلك العقول التي وصفها بـ "القذرة" والتي تفكر بتلك الطريقة، مضيفًا أن الدرس الآخر، هو أن وزارة الداخلية لن تتطهر، ولن يقدر عليها قرار سيادي أو يؤثر فيها .