قال الاحتلال الإسرائيلي إنه تمكن في عملية خاصة من استعادة ساعة اليد للجاسوس إيلي كوهين الذي عمل لسنوات في سوريا تحت اسم كامل أمين ثابت، قبل اكتشاف أمره وإعدامه شنقا عام 1965.
وقد عُرضت الساعة في مقر جهاز الموساد الإسرائيلي بعد التأكد من أنها تعود بالفعل لكوهين حيث ستسلم في وقت لاحق لعائلته.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هنّأ الموساد على هذه العملية دون الإفصاح عن تفاصيلها وما إذا كانت جرت داخل الأراضي السورية.
وفي بيان نشرته، قالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إنه بعد إعدام كوهين في 18 مايو/أيار 1965 “بقيت ساعته في دولة عدوة”، في إشارة إلى أنها ظلت بسوريا.
وتحدث البيان عن عمليات بحث واستخبارات بعد استعادة الساعة أفضت إلى التأكد من أنها تعود بالفعل لجاسوس الموساد.
رفات كوهين
وكانت السلطات السورية قد رفضت طيلة السنوات الماضية إعادة رفات كوهين إلى إسرائيل حيث دفن في مكان سري، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون من بين القادة الإسرائيليين الذين طلبوا استعادة الرفات.
ويقول الاحتلال الإسرائيلي إن لكوهين الفضل الكبير في توفير معلومات حساسة عن المنشآت العسكرية السورية ومواقع المدفعية الثقيلة في الجولان التي أدت إلى سقوطه في قبضتها بسهولة في يونيو/حزيران عام 1967.
وسعت روسيا العام الماضي لدى دمشق كي تعيد الرفات إلى إسرائيل، لكن السلطات السورية ردت بأنهم لا يعرفون مكان دفنه.
إيلي كوهين يهودي من أصل سوري؛ عمل جاسوسا لإسرائيل في سوريا، حيث تمكن من اختراق المجتمع السياسي السوري في ستينيات القرن العشرين تحت اسم منتحَل هو “كامل أمين ثابت”. اكتشِف أمره فأعدِم، وبينما تهوّن الرواية الرسمية السورية من دوره، تعتبره إسرائيل بطلا قدم إليها الكثير من المعلومات الحساسة.
ولد إلياهو (أو إيلي) بن شاؤول كوهين في 26 ديسمبر/كانون الأول 1924 في الحي اليهودي بمدينة الإسكندرية شمال مصر، وكان أبوه شاؤول وأمه صوفي كوهين من المهاجرين الذين جاؤوا إلى مصر من مدينة حلب السورية، وكان والده يملك محلا لبيع ربطات العنق، وأبا لثمانية أطفال بينهم إيلي، فحرص على تربيتهم جميعا تربية دينية تلمودية.
وعمل إيلي كوهين في شبكة تجسس إسرائيلية على مصر تحت قيادة أبراهام دار المعروف بـ”جون دارلينغ”، نفذت سلسلة من التفجيرات ضد مصالح أميركية في الإسكندرية لإفساد العلاقة بين القاهرة وواشنطن، عُرفت لاحقا بـ”فضيحة لافون”. وألقي القبض عليه في مصر أكثر من مرة قبل أن يهاجر إلى إسرائيل.