كشفت قناة تلفزة إسرائيلية ناطقة بالعربية، عن زيارة وفد عسكري من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى “إسرائيل” برفقة مسؤول أمريكي رفيع المستوى.
وكشف “مصدر خليجي”، لقناة “i24” الإسرائيلية، عن “زيارة قام بها مؤخرا وفد عسكري إماراتي إلى إسرائيل، من أجل التعرف على مقاتلات إف F-35 الأمريكية”، حيث يوجد في “تل أبيب” عددا منها.
وأوضح المصدر أن زيارة الوفد الإماراتي العسكري لإسرائيل كانت “برفقة مسؤول أمريكي رفيع”، موضحا أن “الوفد العسكري الإماراتي تابع لسلاح الجو لدولة الامارات، وقد زار إسرائيل من أجل الاطلاع على قدرات أحدث المقاتلات الأمريكية الصنع F-35 المتواجدة لدى سلاح الجو الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن “المسؤولين الإسرائيليين، قدموا عرضا أمام الوفد الإماراتي لقدرات المقاتلة F-35، وذلك ليتشكل لدى الوفد الضيف انطباعا عن قدرات الطائرة”.
ونوه موقع القناة الذي أورد الخبر، إلى أن “سلاح الجوي الإسرائيلي كان أول من حصل على هذه المقاتلات الأمريكية العام الماضي بعد سلاح الجو الأمريكي”، مشيرا إلى أن طائرات F-35، تعتبر هي “الأحدث في الترسانة الجوية الأمريكية”.
وفي تعليقيه على الزيارة، قال المختص في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، مأمون أبو عامر، إن “هذه زيارة عسكرية ليست في إطار بحث هدنة بين الطرفين يمكن أن يكون مبرر عقلاني لها، فوصول هذا الوفد لا يمكن فهمها إلا في سياق تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي”.
وأوضح في حديثه لصحيفة “عربي21” أن “المشكلة هنا ليس تطبيع يرتبط بنواحي اقتصادية، بل تطبيع في المجال العسكري، أي بمعنى تعاون عسكري”.
وتساءل أبو عامر، “هل هناك عدو آخر للعرب يتطلب التصدي لجرائمه قبل دول الاحتلال؟”، معتبرا أن “التعاون مع العدو الإسرائيلي، سيكون تعاون ليس ضد عدو آخر بقدر ما هو تعاون مع العدو ضد الأشقاء”.
ورأى أن “الادعاء بالقول أنهم حضروا للتعرف على طائرات F-3، هو ادعاء لا معنى له”، متسائلا مجددا: “لماذا لا يتوجهوا إلى الولايات المتحدة التي صنعت الطائرة، أو إلى تركيا وهي بلد إسلامي وقد حصلت على الطائرة ذاتها؟”.
وأضاف أن “إسرائيل ليست صاحبة تقنية F-35، وهناك دول أخرى يمكن اللجوء إليها”، معتبرا أنه “لا مبرر للجوء إلى إسرائيل بناء على هذه الذريعة”.
كما يعتقد المختص، بأن “هذه الزيارة التي تأتي في ظل حالة التوتر مع إيران، والمخاوف من حدوث مواجهة محتملة في المنطقة ضد طهران، الذي أصبح بعض العرب يضعها في الخانة الأساسية بدلا عن إسرائيل بل يتم التحالف مع إسرائيل لمحاربتها”.
وتابع قائلا: “للأسف نجح هؤلاء في تعزيز هذا التوجه في المنطقة، لكن لا يوجد إجماع عربي على اعتبار أن إيران هي العدو بالرغم من الخلاف معها في بعض الملفات والقضايا، وهو أمر لا يستوجب تحويل العداء مع إيران إلى هذا المستوى الذي يسمح بأن تصبح إسرائيل حليفة للعرب في مواجهة طهران”.
بدوره، رأى المتابع والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، أن “الإمارات لن تقدم أي شيء لإسرائيل في هذا المجال، إلا شيء واحد وهو المال”، منوها إلى أن “إسرائيل قد تحتاج من الإمارات تمويل تجديد الطائرات الخاصة بتزويد الوقود، عبر شراء طائرات جديدة، علما بأن التي توجد لدى الاحتلال عمرها يزيد عن 40 عاما”.
ولفت في حديثه لـ”عربي21″ إلى أن “الدور الذي تقوم به الإمارات في إسرائيل؛ هو دفع المال لشراء الأراضي و المنازل الفلسطينية ومنحها لليهود”، مؤكدا أن “هذه الزيارة لإسرائيل ليست جديدة”.
وأشار بشارات إلى أن “إسرائيل التي تعاني من عجز مالي، ربما تريد إطلاع الوفد الإماراتي على قدرة هذه الطائرات للوصول إلى إيران و تدمير قوة طهران، إضافة تسويق بعض المنتجات العسكرية والأمنية الهامشية لهم، من أجل سد العجز المالي”.
واستبعد بشارات أن تكون زيارة الوفد العسكري الإماراتي، “جاءت من أجل الاطلاع ودراسة هذه التكنولوجيا الحديثة، فدورها (الإمارات) وفق المتحكمين بها حاليا، هو التخريب على الفلسطينيين وزيادة قوة الإسرائيليين”، وفق قوله.