نشرت مجلة “لوبتي جورنال” الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن المدن التي ترتفع فيها تكلفة المعيشة بالنسبة للمغتربين فيها. ووفقا لمؤشر جودة الحياة المعيشية لسنة 2018 الذي أصدرته شركة “ميرسر للاستشارات”، تعد هونغ كونغ المدينة الأغلى بالنسبة للوافدين إليها.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن لواندا، كبرى مدن أنغولا، تراجعت في هذا الترتيب واحتلت المرتبة السادسة بعدما تصدرت المرتبة الأولى خلال السنة الماضية. وخلال سنة 2018، احتلت كل من طوكيو وزيورخ المراتب الثانية والثالثة على التوالي في قائمة المدن الأغلى من حيث المعيشة بالنسبة للوافدين إليها.
وبينت المجلة أنه في نسخته الرابعة والعشرين، وفر مسح ميرسر تصنيفا لتكاليف المعيشة في 209 دول، من جميع القارات الخمس، بعد مقارنة الأسعار المحلية لحوالي 200 خدمة أو منتج على غرار أسعار السكن، وتكاليف النقل أو الترفيه، وغيره… وتعتمد الشركات متعددة الجنسيات والدول على هذه البيانات من أجل تحديد سياسة دفع الأجور للمغتربين على أراضيها. في نفس الوقت، تعد مدينة نيويورك مرجعا لتحديد هذا الترتيب.
وأضافت المجلة أنه يحتل المراتب الرابعة والخامسة في هذا الترتيب، مدينتا سنغافورة وسيول على التوالي. أما المدن التي تتصدر آخر المراتب، فنذكر طشقند، عاصمة أوزبكستان، التي تحتل المرتبة الأخيرة. وتحتل مدينة تونس (عاصمة تونس) المرتبة قبل الأخيرة، لتتفوق أمامها مدينة بيشكيك (عاصمة جمهورية قيرغيزستان)، أي في المرتبة (207).
وعرضت المجلة بعض الأرقام التي تقارن أسعار الخدمات أو المنتجات في مختلف دول العالم. وعلى سبيل المثال، تحتكر لندن السعر الأعلى في العالم بالنسبة لتذكرة دخول قاعة السينما، تليها زيورخ وسيدني على التوالي. أما سعر البنطال الجينز الأعلى في العالم فيوجد في موسكو، ثم زيورخ ثم دبي، وتصل هذه القيمة إلى حدود 130.91 يورو.
وأوردت المجلة أن سعر كوب القهوة الأغلى في العالم يوجد في سيول، تليها مديني هونغ كونغ ودبي على التوالي. ويقدر أعلى سعر لكوب القهوة بحوالي 8.25 يوروهات. في الأثناء، تحتكر هونغ كونغ أعلى سعر إيجار للشقق في العالم، الذي يصل إلى حدود 6208 يوروهات بالنسبة للشقة ذات ثلاث غرف.
وأوردت المجلة أن آسيا تهيمن على التصنيف، إذ توجد أربع دول آسيوية بين الدول الخمس الأعلى من حيث تكلفة المعيشة بالنسبة للوافدين إليها. وفي قائمة المدن العشر الأكثر غلاء بالنسبة للمغتربين، نجد أيضا شانغهاي في المرتبة السابعة، وبكين في المرتبة التاسعة.
من جهة أخرى، سجلت مدينة بانكوك تقدما في هذا التصنيف مقارنة بتصنيف السنة الماضية، وتصدرت المرتبة 52 خلال هذه السنة. في نفس الوقت، اتبعت كوالالمبور (المرتبة 145) وهانوي (المرتبة 137) نفس النسق وحققتا تقدما في هذا التصنيف.
وأوضحت المجلة أن هذا المسح أكد أن المدن الأوروبية أصبحت أكثر تكلفة مقارنة بالسنوات الماضية. وقد استفادت هذه المدن من ارتفاع سعر اليورو مقارنة بالدولار لتحقق تقدما في هذا التصنيف.
وتحافظ زيورخ على مرتبة المدينة الأوروبية الأكثر غلاء، تليها مدينة بيرن التي تعد ثاني مدينة أوروبية ترتفع فيها تكاليف المعيشة بالنسبة للمغتربين، والتي تتواجد في المرتبة العاشرة في تصنيف مدن العالم الأكثر غلاء من حيث تكلفة المعيشة. أما المدينة الأوروبية الثالثة الأكثر غلاء من حيث تكاليف المعيشة، فهي جنيف، والتي تراجعت في التصنيف مقارنة بالسنة الماضية.
ونقلت المجلة أن المدن الألمانية حققت تقدما ملحوظا مقارنة بالسنة الماضية. وفي ترتيب المدن الأعلى من حيث تكلفة المعيشة، نجد فرانكفورت (المرتبة 68) وبرلين (المرتبة 71) اللتين حققتا تقدما في هذه القائمة بحوالي 49 مرتبة مقارنة بالسنة الماضية.
ومن جهتها تقدمت ميونخ بحوالي 41 مرتبة مقارنة بالسنة الماضية، لتتصدر المرتبة 57. كما حققت العواصم الأوروبية تقدما في هذا الترتيب، من بينها روما، ومدريد، وفيينا. وفي فرنسا، مرت مدينة الأنوار من المرتبة 62 إلى المرتبة 34.
وأشارت المجلة إلى أن تراجع قيمة الدولار مقارنة بالعملات الكبرى على رأسها اليورو، عامل جعل مدن العم سام تتخلف في الترتيب. تبعا لذلك، تراجعت نيويورك بحوالي أربع مراتب، لتتصدر المرتبة 13 في قائمة الدول الأعلى من حيث تكلفة المعيشة بالنسبة إلى الوافدين إليها.
وفي منطقة أوقيانوسيا، حافظت سيدني على مرتبة المدينة الأسترالية الأكثر غلاء بالنسبة للمغتربين فيها. أما في منطقة الشرق الأوسط، فنجد جملة من الدول التي تصنف ضمن المدن الخمسين الأولى في هذا الترتيب. ومن بين هذه المدن، نذكر دبي (المرتبة 26)، وأبوظبي (المرتبة 40)، والرياض (المرتبة 45).
وفي الختام، نقلت المجلة أن لواندا لا زالت المدينة الأفريقية الأعلى من حيث تكلفة المعيشة بالنسبة للوافدين إليها، على الرغم من خسارة مكانتها العالمية. ومن المدن الأفريقية الأخرى التي تتصدر المراتب الأولى في هذا التصنيف العالمي، نجد نجامينا في المرتبة الثامنة.