تحت عنوان «الرقص مع الذئاب»، كتب السيناريست المعروف «وحيد حامد» مقالًا مطولًا في صحيفة «المصري اليوم» اليوم الجمعة يفضح فيه بالمستندات استيلاء الكاتب الشاب «محمد فتحي» على أكثر من خمسة ملايين جنيه من أموال التبرعات، تحت ستار كتابته سيناريو مسلسل تلفزيوني شارك في إنتاجه مستشفى «57357» الشهير بمبلغ 28 مليونًا و381 ألف جنيه.
و«محمد فتحي» أحد قادة مجموعة تُسمّى «شباب الإعلاميين»، محسوبة على نظام عبد الفتاح السيسي والأجهزة الاستخبارات الموالية له، ويعمل مستشارًا إعلاميًا للمستشفى، كما يقدّم برنامج «مصر من البلكونة» على راديو «دي آر إن» التابع لشركة «تواصل للعلاقات العامة»، المملوكة لشركة «فالكون غرو» التي يرأسها الوكيل السابق للاستخبارات الحربية «اللواء شريف خالد».
وذكر وحيد حامد أنّ «مستشفى 57357»، الذي يستهدف علاج الأطفال من مرض السرطان ويعتمد بشكل رئيس على أموال التبرعات، ساهم بنسبة 60% من ميزانية إنتاج مسلسل «الشريط الأحمر»؛ متّهمًا إدارة المستشفى بالفساد، بسبب تقدّم الشركة المنتجة للمسلسل بطلب للتصوير داخل المستشفى، وإصرار مديرها «شريف أبو النجا» على الدخول شريكًا في الإنتاج بالحصة الكبرى.
وأكّد وحيد أنّه أُسند إلى «محمد فتحي» مهمة كتابة المسلسل مقابل «مبلغ خرافي»: خمسة ملايين و850 ألف جنيه؛ ما يعد سابقة في عالم التأليف التلفزيوني، على الرغم من عدم ممارسة الإعلامي الشاب هذا العمل من قبل، وهو ليس إلا صديقًا شخصي لـ«أبو النجا»، الذي يوظفه في المستشفى مستشارًا إعلاميًا مع صحفيين آخرين.
ووجّه وحيد حامد تساؤلًا إلى محمد فتحي: «هل دفعتَ ضرائب لهذا المبلغ؟ وهل سدّدتَ حصة النقابات؟ وهل تكون مرتاح البال وأنت تغرف وتأكل وتشرب وتلبس وتركب سيارة من أموال التبرعات؟! هل تحس بالرضا عن نفسك وأنت أحد الشباب الذين يأمل السيد الرئيس فيهم خيرًا؟ ألم تمر عليك مقولة من كان بيته من زجاج فلا يرمي الآخرين بالحجارة؟!».
واستطرد وحيد حامد في مقاله: «الكارثة تمثلت في إخلاء عنبر كامل من المرضى لمدة تزيد على الشهرين، وتسليمه لفريق التصوير، بينما يطرد أمن المستشفى الأطفال المرضى بسبب عدم وجود أماكن!»، واختتم بالقول «المستشفى يسعى إلى شراء أكثرية المساكن المحيطة بالمبنى تحت زعم التوسعات، وقد رصدت خمسين مليون جنيه تحت بند عملية الشراء والإخلاء، وهو ما يتعارض مع رغبة الأهالي، ويمثل تهديداً مباشراً لمصالحهم، وانتمائهم للمنطقة التي ولدوا وعاشوا فيها».
