أصدر وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون» بيانًا طالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الأخيرة في اليمن، والاستماع إلى إيجاز بشأن الهجوم العسكري على ميناء «الحديدة»؛ ومطالبة كلّ الأطراف باحترام القانون الإنساني الدولي ووضع حماية المدنيين في مقدمة الأولويات.
وقال بوريس: «نحن على اتصال منتظم مع التحالف بشأن الحاجة إلى ضمان ألا يتم أيّ عمل عسكري في الحديدة وحولها بما يتفق مع قواعد القانون الإنساني الدولي، وبضمنها حماية المدنيين وعدم إرباك تدفق المواد التجارية والمساعدات الإنسانية القادمة عبر الميناء».
وأضاف أنّ «التحالف أكّد لنا أنهم أخذوا بنظر الاعتبار المخاوف الإنسانية ضمن خططهم لذلك»، مؤكدًا أنه من الحيوي الحفاظ على تدفق الغذاء والوقود والإمدادات الطبية إلى اليمن، مطالبًا الحوثيين بألا يعرّضوا مرافق الميناء للخطر أو يعرقلوا جهود الاستجابة الإنسانية، مؤكدًا ضرورة استعادة الجهود والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل للنزاع في اليمن؛ فـ«السلام الدائم والاستقرار في اليمن يتطلبان الحوار والتفاوض»، مطالبًا الأطراف كافة بأن تلقي بثقلها خلف هذه الجهود من أجل مصلحة الشعب اليمني وأمن جيرانه.
ومن المتوقع أن يُعقد الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن غدًا الخميس، وفي الوقت ذاته تقود قوات التحالف اليمني السعودي الأميركي حملة عسكرية لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من سيطرة المتمردين الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معهم.
موقف الأمم المتحدة
ومن المتوقع أن يطلع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن «مارتن غريفيث» مجلس الأمن قريبًا على آخر التطورات في مقترحه بشأن المفاوضات للتوصّل إلى تسوية في اليمن.
ونقلت «رويترز» عن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن «ليز جراندي » أنّ مكتبها سلّم المواد الغذائية وغيرها من إمدادات الإغاثة الحيوية إلى ميناء الحديدة اليمني يوم الأربعاء؛ على الرغم من تعرض المدينة للقصف البحري والضربات الجوية، كما تضع اختيارات لضمان إيصال المساعدات لملايين اليمنيين «إذا تعرّض للحصار، بما في ذلك الجسر الجوي».
وأضافت: «نوزع الطعام والإمدادات الخاصة بالتغذية والصحة العامة ومواد الإيواء. لدينا سفينة تفرغ حمولتها من الطعام حتى مع حدوث القصف. الأمم المتحدة تتخذ بالفعل خطوات في حالة حدوث حصار بما في ذلك إمكانية إقامة جسر جوي».
لماذا الحديدة؟
يعتبر ميناؤها البوابة الرئيسة لتدفق الشحنات الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وسط تحذيرات من المنظمات الدولية من وقوع كارثة إنسانية إذا تعرّض إلى هجوم.
ووجّه التحالف السعودي اتهامات للحوثيين باستخدام الميناء للحصول على أسلحة مهربة من إيران، فيما تنفي إيران والحوثيون ذلك.
ويعيش ثمانية ملايين مواطن في اليمن تحت خطر المجاعة، وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص؛ ثلثاهم من المدنيين، في الحرب الدائرة منذ مارس 2015، وسقط الغالبية الكبرى من هؤلاء بسبب الضربات الجوية للتحالف السعودي، كما ذكرت الأمم المتحدة.