سلطت صحيفة «ميدل إيست مونيتور»، الضوء على ما وصفته بأغرب الأمور التي وقعت في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، موضحة في مقال للكاتبة المصرية الدكتورة «أميرة أبو الفتوح»، رئيس التحرير السابقة لـ«ديلي نيوز إيجبت»، أن إخلاء شوارع وسط القاهرة في اليوم الذي أدى فيه السيسي اليمين الدستورية وما حدث من خروقات هذا اليوم، أشار إلى الواقع السيئ الذي تعيشه مصر، بالإضافة إلى تسليطها الضوء على استقبال مصلين لنجل مبارك في مسجد الحسين.
وتابعت الكاتبة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، فالأسبوع الجاري، أغلقت شوارع وسط القاهرة، ومنع الناس من مباشرة مهامهم ووظائفهم وإتمام أعمالهم، كما منعت السيارات من الوصول إلى معظم الشوارع، وحلقت الطائرات الحربية فوق سماء القاهرة، قبل يومين من أداء «الفرعون» المصري اليمين الدستورية لبدء فترة رائية جديدة، أمام البرلمان.
ويقع مبنى مجلس النواب، وسط مدينة القاهرة، موضحة أن التحضيرات لأداء القسم كانت جارية على قدمٍ وساق لتأمين الطرق والمواقع المحيطة، بطريقة وصفتها الكاتبة بـ«الاستفزازية»، وفي اليوم المنشود وصل الفرعون الديكتاتوري وسط حاشيته في موكب مؤلف من عشرات السيارات من أمامه ومن خلفه، بينما حرسته الطائرات من أعلى، حتى إنه قاد في الاتجاه المعاكس، رغم أن الشارع كان خاليا من الركاب ومن المشاة، كما لو أن البلاد لا يوجد لديها شخص آخر لتحرسه.
وفاز عبدالفتاح السيسي بأكثر من 97% من الأصوات، تحت زعم اختيار الشعب له، بعكس الحقيقة التي يعرفها العالم أجمع.
وأشارت الكاتبة، إلى أن المشهد الأخير، يذكرنا بمشهد انتخاب أول رئيس مدني منتخب في 2012، حينما وقف محمد مرسي في ميدان التحرير فاتحا صدره أمام الناس، لا يفصل بينه وبينهم أي من الحراس، غير مرتد واقيا ضد الرصاص، مضيفة: هذا هو الفارق بين رئيس مدني منتخب حقا وبين آخر جاء إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري.
ومن المفارقات، أن أداء عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية، تزامن مع الأسعار الجديدة التي تم فرضها، وفي الوقت الذي زعم فيه أن يرغب في المصالحة والتسامح، شرع في اعتقال النشطاء السياسيين الليبراليين والمعارضين حتى للتوجه الإسلامي، مثل وائل عباس وشادي أبو زيت، والغزالي حرب وأمل فتحي وغيرهم.
من المآسي الأخرى، هجوم مجموعة من البلطجية يرجح أنهم من قبل النظام، على حفل إفطار نظمته الحركة الديمقراطية المدنية، وأصيب عدد من قادة الأحزاب بجروح وهشمت القاعة بأكلمها، ووفقا للكاتبة: تلك رسالة واضحة من الحكومة للمعارضة، مفادها أنها لن تسمح لهم بأن يلتقوا مع بعضهم البعض حتى لو لم يكن اللقاء سياسيا، بالإضافة إلى تحذير أصحاب الفنادق بتأجير قاعاتهم للمعارضة، وإلا سيتعرضون لخسائر.
وتابعت الكاتبة: منذ اليوم الأول للانقلاب، ودعمته تلك القوى، وعبر معظمهم عن سعادته لما ألحق بالإخوان حينها، رغم إدراكهم جيدا أنهم سيندمون، وأنهم سيلدغون من نفس الأفعى، موضحة أن كراهيتهم للإسلاميين أعمت قلوبهم وأبصارهم عن الحقيقة، وهي الكراهية التي فاقت حبهم للديمقراطية بمراحل.
وأضافت أنهم لم يكونوا بالسذاجة كي يتصوروا أن حكومة جديدة ديمقراطية ستأتي بالفعل بعد الانقلاب، ورغم ذلك واصلوا مساعيهم، مشيرة إلى أن أفعالهم حينها كشفت عن عمق كراهيتهم للإسلام عامة وللإخوان على وجه الخصوص.
وتابعت: تلك هي الحقيقة التي يحاولون إخفاءها وراء دعمهم للانقلاب العسكري وتشجيعهم له، والآن يتجرعون نفس الكأس المرة.
وأشارت أيضا إلى حادث وصفته بالغريب، وهو الاستقبال الذي استقبله مصلون لنجل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في مسجد الحسين بالقاهرة، حيث ترك المصلون صلاتهم متجمعين حوله مرحبين به متنافسين على التقاط الصور معه، مضيفة: ليس بوسع المرء أن يعرف، هل ما فعلوه مجرد حنين لفترة حكم مبارك بعد أن رأوا من هو أسوأ منه، أو هي مجرد رسالة من المخابرات تشير إلى أنه لا جدوى من القيام بثورة أخرى، لكن على كلٍ، فمصر أرض العجب.