تصدير "الفزع" هو السياسة المفضلة لبقايا النظام … كل يوم "فزع" جديد، هذه هو وقت "فزع" نتيجة الإنتخابات وأوراق الفريق التي تؤكد فوزه! لن يحدث شئ إن شاء الله وهو ملف سينفجر في وجوههم… تماسك صديقي العزيز ولاتصبح عرضه لأي فزاعة يخيفونك بها بسهولة، خياراتهم ضعيفة وهي محاولات الغرقي للنجاة ولكن إذا أردت أن تسمع الحقيقة بدون تجميل فهي كما يلي ولتحدد أنت رأيك (والله أعلم):
هناك معارضة حقيقية ثورية مخلصة ولكنها الآن واقعة في موقف صعب للغاية! هناك قرارات ترغب في حدوثها وتمنتها كثيراً ولكنها في نفس الوقت وفي صراع واضح تخشي حدوثها من الرئيس الحالي لوجود مخاوف من جماعته وانفرادها بالحكم وإقصائها للأخر! وهو تناقض مخيف ومعطل ويوقعها أحياناً في فخ المعارضة من أجل "المعارضة" وهي ليست كذلك في الحقيقة.
هناك بقايا نظام "جبناء" يظهرون مع "الهيصة" وفي "الزحمة"، كلما حدثت مشكلة تجدهم يظهرون خلف صفوف المعارضة الحقيقية. لو حلت مشكلة المعارضة "الحقيقية" لعادوا إلي جحورهم.
هناك سلطة لاشك عندي أنها ترغب في الإصلاح (علي طريقتها) ولكنها تتحرك ببطء شديد وبارتعاش أحياناً بسبب كم "سوء الظن" المحيط بها ومحاولة إرضاء أطراف متعددة ومتناقضة.
هناك معارضة ليست ثورية وغير مخلصة، تدعي المعارضة وهي لاتستطيع أن تحكم البلد لساعات فضلاً عن أيام… وجوه "كالحة" وأحزاب ورقية مللنا من وجودها أثناء النظام السابق.
هناك مواطنون أصبح لهم رأي عام ضد الثورة، شئنا أم أبينا هم موجودون بيننا وهم بالمناسبة موجودين في كل دول الربيع العربي، ولكن في مصر العدد كبير ويتزايد بكل أسف. وهم طرف في معادلة التوازنات بأصواتهم الإنتخابية الهامة.
هناك مراهقة سياسية، وناس "مخاصمة" بعضها و "مبيتكلموش" مع بعض في مشهد ساذج لاعلاقة له بالسياسة وأهلها. فالسياسة تعني "الحوار" والحلول الوسط وإلا أصبحت "عبء" وجزء من المشكلة بدلاً من أن تكون "حلاً" لها!
الحل فقط عند السلطة والمعارضة "الحقيقية"! فقط لاغير، يجلسون معاً ويتحاورون ويتنازلون ويصلون إلي حلول "وسط" وأرضية مشتركة، وإلا سنخسر جميعاً وسيكون من الصعب أن يحل أحد المشكلة بمفرده. إذا رفضت المعارضة "الحقيقية" الحوار عندها يجب علي السلطة أن تتخذ الخطوات الصحيحة لاستكمال أهداف الثورة "المشتركة" وحدها وتطهير المؤسسات التي تؤوي بقايا النظام وتعمل ضد الثورة وتحمل مسئوليتها ومواجهة التبعات علي مافي ذلك من صعوبة وتحديات كبيرة! ولتصمت المعارضة "الحقيقية" ساعتها ولتنسحب من المشهد "الثوري"!
فلنعد قراءة المشهد: ثورة وحديث عن "إيد واحدة" ثم صراعات مبكرة جداً واستقطاب رهيب، ثم مشاهد لـ "إيد واحدة" كلما "اتزنقنا" كلنا فتتوحد صفوفنا لمواجهة خطر القضاء علي "الثورة"… ثم استقطاب مرةً أخري طال أمده بعد نتيجة الرئاسة … نحن لسنا "إيد واحدة" في كل الأمور من أول يوم، لكل قناعاته ورؤيته ومنطلقاته ولاشك، ولكننا كنا "إيد واحدة" لتحقيق أهداف الثورة المشتركة، ومناط الخلاف الآن هو: هل حققنا أهداف الثورة وبدأنا مرحلة الصراع السياسي؟ أما أننا مازلنا في مرحة تحقيق أهداف الثورة "المشتركة"؟ أنا مع الثانية وما مطلب تطهير "السلطة القضائية" وتعثره ببعيد، فقد كان ليحدث بسهولة لو أننا كنا "إيد واحدة" في المشترك مع "المعارضة الحقيقية" ولكن الصراع السياسي بدأ قبل استكمال أهداف الثورة "المشتركة"! ويبقي السؤال مفتوحاً عن الأولويات وهي أسئلة للعقلاء الذين ينصفون ويقولون الحق بعيداً عن الهوي وعن "هالات" التقديس المصطنعة:
ماهي الأولوية الآن:
هل هي للتوحد –علي المشترك- لاستكمال أهداف الثورة والتطهير لكل المؤسسات التي استشري فيها الفساد وعلي رأسها القضاء والداخلية ويأتي هذا بالحوار أولاً ثم التوافق علي دستور يضمن الحريات ويضبطها ويحقق العدالة الإجتماعية ويمنع حدوث الديكتاتوريات أياً من كان في الحكم ويساعد علي تطهير المؤسسات، رغم أن هذا قد يؤدي إلي تنازل التيار الإسلامي عن بعض المواد في الدستور التي كثيراً ما دافع عنها وشارك في السياسة من أجلها؟
أم هي للصراع الطويل حول المادة الثانية ومواد الحريات في الدستور وشكل اللجنة التأسيسية بما أن هذه هي مرحلة الدستور ولن تأتي الفرصة مرةً ثانية لعمل دستور (وهو كلام فيه نظر) وبالتالي تطويل أمد عدم وجود دستور وهي فرصة ذهبية لبقايا النظام والمؤسسات الفاسدة لكي تعمل ضد الثورة؟
عندما تقول الحق كما تراه ستتهم من جميع الأطراف! بقي أن أقول أنه لن يفيد الرد هنا بـ "ماهما إللي بدأو المشاكل" وبـ "فلان هو السبب" لأن هذا يندرج تحت "المراهقة السياسية" والتي لايجب أن تصدر من رؤوس السلطة ولا المعارضة! وأيضاً الردود من نوعية "تبيع دينك وتضيع شريعتك" لأنه اتهام بلا بينة ودعك مني شخصياً وراجع الطرح نفسه!
وأقول في النهاية: أنا بطبيعة الحال مع تطبيق الشريعة السمحة التي درستها وأعرفها حق المعرفة وهو "حلم" حياتي … ولكنني أدرك أن المعركة الآن هي وجود دستور -بأسرع وقت وقبل أن يزداد السخط الشعبي- يكفل الحريات ويضبطها ويمنع الديكتاتوريات ويضمن العدالة الإجتماعية ويساعد في تطهير المؤسسات الفاسدة، أنا ممن يرون الإصلاح المرحلي ويقبلون المشاركة في السياسية والقبول بالممكن من قبل الثورة وليس فقط بعد الثورة وأحترم من يرفض ولكن الحوار هنا مع من يقبل المشاركة السياسية ويقبل "الممكن" يؤمن بالمرحلية وإلا فلا معني للحوار أصلاً… إذا مرت مرحلة الدستور وجاء ليكفل الحريات ويضبطها ويمنع الديكتاتوريات يمكننا الحديث عن الكثير والكثير في ظل مجتمع مغيب لسنوات طوال وساعتها لنبدأ جميعاً مرحلة "الإستقطاب" والصراع السياسي في ظل دستور وشكل حكم واضح وثورة استكملت أهدافها.
هو مجرد طرح عن ما أراه حقاً ومن الممكن أن يذهب أدراج الرياح ويعتبر "رومانسية حالمة" في واقع مؤلم، ولكن هذا هو دوري ودورك، أن تقول رأيك وأن تدافع عن ماتراه حقاً للنهاية، أما التنفيذ فهو بيد أطراف أخري، أنا "مستقطب" وأنت كذلك، لنا قناعتنا وتوجهاتنا ولايوجد أحد محايد! نحاول فقط أن نعمل في "المشترك" الذي يحقق أهدافنا "المشتركة" لأنها "ثورة" شارك فيها الجميع وضحي من أجلها الكثير ولا أقل من أن نستكملها!
هذا والله أعلي وأعلم ورأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وأعتذر عن التطويل الذي كنت قد توقفت عنه … دمتم بخير