نجح مسؤولو النادي الأهلي، في حسم ملف حقوق الرعاية والبث الفضائي، مقابل مبلغ غير مسبوق، بلغ 900 مليون جنيه، لمدة 4 سنوات.
وحصلت شركة صلة السعودية، على حقوق الرعاية الكاملة للنادي الأهلي، مقابل 500 مليون جنيه، فيما فازت شركة «بريزنتيشن» بحقوق البث الفضائي، مقابل 400 مليون جنيه.
وجاءت صفقة الأهلي التاريخية، في الوقت الذي يتعرض فيه مجلس الإدارة برئاسة محمود الخطيب، لضغوطات ومشاكل كبيرة، على رأسها أزمة المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية بعد تنازله عن الرئاسة الشرفية للأهلي.
كما يبقى مجلس إدارة النادي، أمام ملفات مهمة في الوقت الحالي، يحتاج إلى تغييرات حتمية في طريقة إدارته، نستعرضها في التقرير، للخروج من الأزمات وعودة النادي للمسار الصحيح.
التخلص من التردد
أبرز الأمور السلبية التي وقع بها مجلس إدارة الأهلي، وظهرت للعامة، هي حالة التردد الكبيرة التي يدار بها النادي من قبل مجلس محمود الخطيب.
وكشف تركي آل الشيخ، في بيانه، أن الخطيب طلب منه الدعم بالتعاقد مع حارس مرمى، إما محمد عواد، حارس الإسماعيلي، أو أحمد الشناوي، حارس الزمالك، وهو ما دفعه للتفاوض مع الأخير، قبل أن يفاجأ بتراجع رئيس الأهلي، ما وضعه في موقف محرج مع لاعب الزمالك.
وأضاف أن الخطيب طلب كذلك حل مشكلة تجديد التعاقد مع عدد من اللاعبين، على رأسهم، عبدالله السعيد وأحمد فتحي، ثم تراجع مجددا عن تدخل رئيس هيئة الرياضة السعودية،
وحاول حل الأمر بنفسه، لكنه فشل، وطلب تدخلا عاجلا من آل الشيخ، الذي بدوره حل الأمر، لكن بعد ثبوت توقيع السعيد للزمالك، قبلها بليلة واحدة.
ثالث الأمور التي أثبتت تردد رئيس الأهلي، هو إقامة مباراة ودية للاحتفال بحصول الفريق على بطولة الدوري، أمام نادي فالنسيا الإسباني، فبعد أن طلبها رئيس الأهلي، ونفذها آل الشيخ، تراجع الأول بداعي عدم وجود وقت كافٍ، رغم إقامة مباراة ودية أخرى في التوقيت نفسه، لتكريم حسام غالي.
ورابعًا، طريقة تعامل الخطيب مع ملف المدير الفني الأجنبي؛ إذ ذكر آل الشيخ، أنه طلب منه إحضار سير ذاتية لمدربين، للتعاقد مع أحدهم، والاستقرار على الأرجنتيني رامون دياز، قبل أن يتراجع من جديد، رغم اتفاق آل الشيخ مع المدرب.
ويتعين على مجلس إدارة الأهلي، التخلص التام من التردد، وأن يتم اتخاذ القرار بعد مناقشة، ولا يتم الإعلان عنها قبل الحسم النهائي.
تحسين العلاقات مع الأندية
دخل مجلس محمود الخطيب، منذ بداية توليه مهمة إدارة النادي، في خلافات مع عدد من الأندية، وهو أمر سلبي للغاية، قد يحرم «المارد الأحمر» من إبرام صفقات مؤثرة في الفترة المقبلة.
وبدأ خلاف الأهلي، مع رئيس نادي مصر المقاصة، اللواء محمد عبدالسلام، حين طلب «الأهلي» الحصول على خدمات حسين الشحات، لاعب الفريق الفيومي، وعرض مبلغ 7 ملايين جنيه.
وصرح عبدالسلام، إعلاميًا حينها، بأن الأهلي عرض 5 ملايين في البداية ورفع المبلغ إلى 7 ملايين، وهي قيمة قليلة للغاية على اللاعب، مؤكدًا أنه لن يقبل بأقل من 20 مليون جنيه.
وهو ما تسبب في خلاف بين الناديين، خاصة بعدما سخر المهندس عدلي القيعي، من رئيس المقاصة، عبر فضائية الأهلي، وصرح بأن النادي الفيومي يرى الأهلي ممولًا جيدًا.
وبعد أيام من الخلاف، أعلن مسؤولو المقاصة إعارة حسين الشحات لنادي العين الإماراتي، مقابل ما يقرب من 12 مليون جنيه، قبل أن يتم الانتقال النهائي، مقابل 5 ملايين دولار، أي ما يقرب من 90 مليون جنيه.
وزاد الخلاف بين الأهلي والمقاصة؛ بعدما حاول الأخير التعاقد مع أحمد عادل عبدالمنعم، لاعب «الأحمر» وفي المقابل سعى مسؤولو «القلعة الحمراء» لإيقاف انتقال اللاعب، إلا أن الصفقة تمت لصالح الفريق الفيومي.
ودخل مسؤولو الأهلي في خلافات أيضًا مع أندية، إنبي؛ بسبب صفقة صلاح محسن ورامي صبري، ومع نادي الأسيوطي بسبب صفقة محمد عنتر، فضلًا عن الخلاف مع نادي سموحة بسبب صفقة عبدالله بكري.
وعلى مسؤولي الأهلي، تحسين العلاقات مع الأندية في الوقت الحالي، خاصة أن النادي على أبواب القيد الصيفي، وفي حاجة لتدعيم صفوفه بلاعبين يحققون طموحات النادي وجماهيره.
فتح خزائن النادي
ثالث الأمور السلبية التي أظهرها النادي الأهلي، هو «التقشف» في فترات الانتقالات؛ إذ تمسك النادي بمبالغ مالية قليلة للحصول على لاعبين من الأندية، وعرض مبالغ أقل من سعر السوق.
وفشل الأهلي في ضم محمد عنتر من الأسيوطي، عبدالله بكري من سموحة، حسين الشحات وأحمد سامي من مصر المقاصة، وغيرهم؛ بسبب العروض المادية القليلة، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.
وعلى الرغم من حاجة الفريق للتدعيم في يناير الماضي، أقدم مسؤولو الأهلي على التعاقد مع لاعبين صغار السن، دون خبرات الدوري الممتاز، وبمستوى متواضع، بمقابل مادي بسيط، في حين حسم صفقة صلاح محسن من إنبي، بعد تدخل تركي آل الشيخ، ودفع أموال اللاعب.
وظهر تمسك النادي في الإنفاق أيضًا في أزمة تجديد عقود اللاعبين، رغم حصول النادي على مبالغ كبيرة من انتقال 6 لاعبين إلى الدوري السعودي في الشتاء، بما يقرب من 80 مليون جنيه، وبيع أحمد حجازي إلى وست بروميتش ألبيون الإنجليزي، مقابل 90 مليون جنيه.
ولن ترحم جماهير الأهلي، مجلس الإدارة، في حالة تكرر مشهد «التقشف» ورفض الإنفاق في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، خاصة بعد تراجع الفريق وتأزم موقفه في دوري أبطال إفريقيا، لحاجته إلى التدعيمات.