قال سفير إثيوبيا لدى الخرطوم، ملوقيتا زودي، إن إثيوبيا ومصر والسودان أوجدت مخرجًا لأزمة سد النهضة خلال الاجتماع الأخير في أديس أبابا.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن الدول الثلاث توصلت إلى اتفاق شامل خلال اجتماع أديس أبابا بشأن سد النهضة، موضحًا أن اجتماع القاهرة المقبل سيكون امتدادًا لما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا.
وأشار إلى أنه تم إنجاز 65% من مشروع السد، لافتًا إلى أن الجوانب العملية والأجواء المحيطة بالمفاوضات، تؤكد أنه ستتم تسوية الأزمة بعد أن تتفق الدول الثلاث على الجوانب التقنية.
وقال زودي، إنه سيتم الاحتفال قريبا جدا بانتهاء بناء سد النهضة بعد إنجاز أكثر من 65 بالمئة من عمليات التشييد، مضيفا أن «العمل في السد يسير، وما زال ينتظرنا الكثير لكن عمليات البناء تسير بشكل جيد ومتواصل ولم تتوقف ولو لدقيقة»، بحسب العربي الجديد.
وشدد زودي على أن بلاده لن تقبل باعتماد اتفاقية مياه النيل الموقّعة بين السودان ومصر في العام 1959 باعتبارها مرجعية لمفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث، مؤكدا أن هذه النقطة تم تجاوزها في الاجتماعات الأخيرة.
وتابع: «من غير المقبول أن تستحوذ مصر على 55 مليار متر والسودان على 18 مليارا وإثيوبيا التي تأتي منها 80 بالمئة من مياه النيل يكون نصيبها صفرا».
وأوضح السفير الإثيوبي أن هناك 3 إشكاليات واجهت المفاوضات الأخيرة، أولها تجاوز الشركة التي أجرت الدراسات لصلاحيتها الممنوحة لها، وإقحام اتفاقية 1959 الموقّعة بين مصر والسودان في المفاوضات، ومراعاة تقسيم مياه النيل بين الدول الثلاث بصورة متساوية.
وأكد تجاوز الإشكاليات تماما من قبل الدول الثلاث، لافتا إلى أن بلاده أبلغت كلا من السودان ومصر خلال اجتماعات اللجنة الفنية الخاصة بالسد بأنها ستشرع في ملء بحيرة السد بداية من مطلع يونيو الجاري.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، إن هذه التصريحات غير دقيقة، كما أنها تفتقد كثيرا مما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات الأخيرة في أديس أبابا؛ أولها عدم التداول الإعلامي بالأزمة لمنع تصعيدها.
ونفت قبول مصر استبعاد اتفاقية 1959 كإطار حاكم للمفاوضات، مشددة على تمسك المفاوضين المصريين بها، لافتة إلى أن المفاوضات الأخيرة شهدت تعليق مصر كل الأمور إلى حين انتهاء عمل اللجان الفنية بالتعاون مع المكاتب الاستشارية الخاصة بدراسات التأثيرات السلبية.
وكشفت المصادر، أن أديس أبابا أبلغت القاهرة والخرطوم بأنها ستجري عمليات إدخال المياه لمحيط السد وبحيرته في إطار عمليات اختبارية لأجزاء من السد، وأن تلك الخطوة ليست بمثابة ملء لبحيرة السد كما يتم الترويج له. وأشارت المصادر إلى أن الفترة الحالية ليست بداية موسم الفيضان حتى تبدأ إثيوبيا في ملء بحيرة السد، وأن بداية موسم الفيضان تكون في الفترة بين نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر.