شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف تحولت مدينة الحرفيين إلى مدينة للعاطلين والمدمنين؟!

كيف تحولت مدينة الحرفيين إلى مدينة للعاطلين والمدمنين؟!
  عندما يتحول الحلم إلى كابوس فاعلم أن هناك أمورا أدت إلى تحويل مسار حلمك، هذا هو حال القاطنين بمدينة...

 

عندما يتحول الحلم إلى كابوس فاعلم أن هناك أمورا أدت إلى تحويل مسار حلمك، هذا هو حال القاطنين بمدينة «الحرفيين», فمن المفترض أن تكون هذه المدينة قبلة الصناع والملاذ الآمن لأصحاب الحرف اليدوية, ولكنها تحولت إلى كابوس مفزع, فبدلا من إنتاج حرفيين ومهنيين أكثر خبرة وقدرة على التعامل، أخرجت لنا جيلا يدمن السموم والمخدرات بمختلف أنواعها، وهجر البعض محلاتهم وورشهم لتصبح مأوى لكل من يرغب أن يستثمر بجشعة في سوق العمالة المصرية؛ ليتحول المواطن المصري من حرفي يجيد مهنته إلى عبد يباع ويشترى لأسياد المهنة.

مدينة الحرفيين تقع بالقرب من مدينة العبور وطريق الهايكستب تلتها عدة مدن للحرفيين في محافظات أخرى لتضم نخبة الحرفيين, وتصبح مركز تجمع لهم, وحفاظا على الأيدي العاملة ولمنع انتشار الورش بشكل عشوائي بين المساكن حول مدينة الحرفين كانت لنا اللقاءات التالية.  

عندما يأكل الإهمال والفقر جسد الإنسان

وكان من المفترض أن تكون المدينة هي الأولى من نوعها على أن يتم التوسع فيها بعد ذلك, ولكن لم يحدث أن قام أحد باستكمال مشروع حيوي ومهم مثل ذلك المشروع, ولكن تم نسيانه وإهماله مما جعل بعضا من الطواغيت يستغلون الامتداد العمراني المقرر لتلك المدينة ليتحول إلى منازل عشوائية جدا لدرجة أن هناك عمارات متجاورة تشترك في «منشر الغسيل», وعلى حد قول الرجل «كل واحد ليه يوم يغسل فيه» ولكن مع التطور السكاني والعمراني السريع نشأت عدة مدن مجاورة لمدينة الحرفيين مما جعل المدينة تقع في المنتصف بين مدينتي العبور والشروق, وبالتالي كانت تلك هي المشكلة.

المداخل والمخارج خربت بيتنا

ويقول المهندس ثروت – أحد أصحاب الورش بمدينة الحرفيين -: إن المدينة كان الهدف من إنشائها تجميع الحرفيين في مكان خارج المدن, وكان لها امتداد عمراني كبير جدا لكن مع تتطور الأمور وزيادة العشوائيات وبناء مدن أخرى محيطة بالمدينة جعل الأمر يشبه الكابوس فكل المدن أصبحت طرقها مسدودة, وبالتالي أصبحت كل السيارات تتجه إلى داخل المدينة للعبور من شوارعها إلى مدنهم, وبالتالي أصبحت كل الطرقات شبه مغلقة, وتحتاج للدخول إلى المدينة والوصول إلى محل عملك لأكثر من 3 ساعات.

ويستكمل ثروت قائلا: "والمدينة تم تصميمها في الأساس للحرفيين والميكانيكية يعني نصلح عربيات هنا, وبالتالي الزبون علشان يجي في الطريق من قلب القاهرة إلى هنا بياخد ساعة ونص وعلشان يخش المدينة بياخد 3 ساعات وزيهم, وهو ماشي يبقى ميجيش أحسن, وبالتالي قلة الزبائن وقلة العمل هنا بسبب الزحمة, وأن "خلق الزبون بقى ضيق".

وطالبنا بالتوسع في الامتداد العمراني المتاح لنا ولكن المسئولين أخبرونا أنه من الممكن عمل مدينة أخرى في العاشر من رمضان وطبعا هذا لا يصلح أولا لبعد المسافة بشكل كبير؛ حيث العاشر من رمضان تابعة لمحافظة الشرقية كما أنها مدينة صناعية وليست سكنية, وبالتالي ليس لنا فيها رزق, وفشلت من قبل لبعد المسافة عن القاهرة ولكن من الممكن أن يسمحوا بامتداد عمراني من ناحية مدينة الشروق أو مدينة العبور وهو ما يفتح مجالا كبيرا لحل كل أزماتنا.

البودرة والترامادول الأكثر انتشارا

ويضيف محمد عبادة – أحد السكان – قائلا: "ومع قلة الموارد وضيق الحال وتحول المدينة إلى عشوائيات سكنية وقعنا في فريسة التجار القادمين من بورسعيد, وهم مشكلة أكبر؛ حيث أتى هؤلاء التجار لعرض بضاعتهم من السيارات المستوردة من الخارج وهم يبيعونها هنا بثلاثة أضعافها, وقاموا باستئجار المحلات بدلا من شرائها, وهي تمليك, وبالتالي قل عدد الورش الموجودة, وأصبح الصنايعية بلا عمل, وانتشرت المخدرات بشكل كبير وأصبحت المدينة مأوى للمجرمين ولكن الأخطر هو انتشار مخدرات من نوع «البودرة» والبرشام وهو ما يدمر الحياة هنا, ولا أحد يسأل وكل ما نريده هو أن يكون هناك امتداد عمراني لنا يساعدنا على التوسع وحل أزمة المرور بالمدينة التي تجعل الزبون يفر من هنا, بالإضافة إلى أن الشرطة ستتواجد بشكل مكثف مما يقضي على المخدرات بشتى أنواعها.

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023