أقرت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الخميس، رسومًا جمركية تصل إلى 25% على الصلب و10% على الألومنيوم القادمين من أوروبا والمكسيك وكندا؛ وستدخل حيز التنفيذ بداية من اليوم الجمعة، في خطوة أثارت غضب البلاد المعنية بالقرار.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مطلع الشهر الجاري، فرض رسوم توريد الصلب والألومنيوم على كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي لمدة 30 يومًا.
كندا تعترض
أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أمس الخميس، إلغاء اجتماع كان قد اقترح عقده مع الرئيس الأميركي؛ بسبب طلب الولايات المتحدة إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، وذلك بعد ساعات من فرض الرسوم الجمركية.
واعتبر ترودو أن «هذه الرسوم تشكل إهانة للشراكة الأمنية القديمة العهد بين كندا والولايات المتحدة، وخصوصا إهانة لآلاف الكنديين الذين قاتلوا وقضوا إلى جانب رفاق السلاح الأميركيين»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة عزت قرارها إلى رغبتها في حماية «أمنها القومي».
وذكّر ترودو بأن كندا تشتري المزيد من الفولاذ الأميركي أكثر من أي دولة أخرى. وقال: «إن كندا هي مورد آمن للألومنيوم والصلب لصناعة الدفاع الأميركية، وتضع الألومنيوم في الطائرات الأميركية والصلب في الدبابات الأميركية». «اعتبار كندا تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة أمر لا يمكن تصوره».
فرنسا تهدد
وفي اتصال هاتفي للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أبلغ نظيره الأميركي، بأن قراره بفرض رسوم على استيراد الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي «غير شرعي وخطأ»، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي سيرد على قرار ترامب «بطريقة حازمة ومتناسبة» بحسب بيان صادر عن الإليزيه.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لو مير، الخميس، إن فرنسا لن تتفاوض «تحت الضغط» مع الولايات المتحدة في شأن الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم.
وشدد على أن الأوروبيين لا يستطيعون فهم مثل هذا القرار الأميركي ضد «الحلفاء المقربين»، مضيفا «نعتقد بشكل راسخ أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية غير مقبول (…)، غير مبرر، وستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي».
الاتحاد الأوروبي وقرارات مضادة
وقال رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاياني، إنه يشعر «بخيبة أمل كبيرة من قرار ترامب فرض رسوم جمركية على الصلب والألومنيوم المستوردين من الاتحاد الأوروبي».
وأشار إلى أن «فرض الرسوم من جانب واحد هي لعبة ذات محصلة سالبة دائما».
كما هددت مفوّضة التجارة في الاتحاد الأوروبي، «سيسيليا مالستروم»، برفع قضية تسوية النزاع في المنظمة؛ لأنّ هذه الإجراءات الأميركية تتعارض بشكل واضح مع القواعد الدولية المتفق عليها، كما سنفرض تدابير إعادة التوازن واتخاذ أيّة خطوات ضرورية لحماية الاتحاد الأوروبي من القيود الأميركية».
قال رئيس المفوضية الأوروبية، «جان كلود يونكر»، إنّ قرار أميركا بفرض عقوبات جديدة لا يترك أيّ اختيار آخر للاتحاد الأوروبي إلا فرض تدابير ردية، وأضاف أنّ الاتحاد الأوروبي يعتبر الرسوم الأميركية أحادية الجانب وغير مبررة ومتناقضة مع قوانين منظمة التجارة العالمية؛ وأنها حمائية اقتصادية بحتة.
ألمانيا: غير قانونية
وصفت الحكومة الألمانية الرسوم الجمركية الأميركية على منتجات الصلب والألمنيوم المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي بـ«غير القانونية».
واعتبرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في بيان، العقوبات الأميركية المتمثلة بفرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية من الحديد الفولاذ والألومنيوم بأنها «غير قانونية». وحذرت من مغبة دوامة التصعيد في هذا المجال.