أكدت صحيفة «الجارديان» أن دول الشرق الأوسط يجب أن تسعى إلى تطوير مجتمعاتها والتوجه بها نحو أن تكون أكثر ليبرالية وحرية واستنارة، فهو ما تحتاجه حاليا، مضيفة في رسالة لـ«مارجريت بروسر»، عضو مجلس اللوردات البريطاني، أن السيدات في السعودية على سبيل المثال يجب أن ينلن حقوقهن كاملة، ولا تطور لأي مجتمع دون أن تكون فيه مساواة بين الجنسين.
وأضافت بروسر، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن السعودية رغم أن سياساتها بغيضة وبعيدة كل البعد عن أي دور ديمقراطي، إلا أن الخطوات التي اتخذها ولي العهد محمد بن سلمان، والتي تشمل دور المرأة والسماح لها بالقيادة والعمل والسفر دون وصاية الذكر، هي تغيرات إيجابية رغم بساطتها، مبدية في الوقت نفسه عدم يقينها من أن الأمور ستتغير على أرض الواقع، وهي المعركة التي يجب خوضها.
وتابعت أن النساء السعوديات يفتقرن إلى أي فرص من الدولة لتشجيعهن على انتهاج نهج أكثر ليبرالية وحرية، في إشارة منها إلى القمع الذي يمارس ضد المرأة السعودية وعدم السماح لها باتخاذ أي إجراءات دون وصي.
وتابعت الكاتب: قمت مؤخرا بزيارة المملكة العربية السعودية، والتقينا العديد من النساء اللاتي يقمن بأدوار مختلفة، من محاضرين وأطباء ومديري مشاريع المترو الجديد وغيرها، كما صادفنا العديد من النساء اللاتي يرعين أطفالهن فقط.
وأشارت عضو مجلس اللوردات، إلى أنه رغم أن هناك نظرة إيجابية في التغيرات التي اقترحها ابن سلمان، مثل إتاحة فرص العمل للسيدات دون مؤهلات جامعية أو دون وصاية الذكر، وتوفير وسائل وفرص التدريب المهني للشباب السعودي، خاصة وأن 70% من السكان السعوديين هم من الشباب دون سن الـ35، وهي مبادرات تهدف إلى توفير فرص عمل يتم الترحيب بها، وتهدف إلى إدخال المملكة القرن الحادي والعشرين وتوسيع قاعدتها الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل.
وأشارت إلى أنه ولأول مرة في السعودية يجد الزوار الأجانب حرية في أن يرتدوا ما يريدونه أمام المسؤولين السعوديين، في إشارة إلى مقابلتها ابن سلمان وعدد من المسؤولين السعوديين مرتدين اللبس العادي، عبارة عن قميص من الحرير الأبيض والبناطيل دون حجاب.
وتابعت: خلال السنوات العديدة التي قاتلت فيها في المملكة المتحدة من أجل إقرار المساواة بين الجنسين في بريطانيا، لم أكن أعتقد أن التغيير سيأتي بين عشية وضحاها، ولا انتقاد أي خطوة قد يدفع بالأمور برمتها إلى الأمام، من مصلحتنا جميعا أن تقوم دول الشرق الأوسط بتطوير مجتمعاتها كي تصبح أكثر استنارة وليبرالية.
يشار إلى أن قرارات ابن سلمان لاقت انتقادات من العديد من الخبراء والمحللين الأجانب، مشددين على أن أي ممارسة أو قرار للتغيير دون أن يصحبه تغيير سياسي لن يجدي نفعا، مؤكدين أيضا أن الحملات القمعية ما زالت مستمرة والنشطاء ما زالوا مطاردين، متوقعين أن تلقى التغيرات انتقادا من التيار الوهابي والمجتمع السعودي المحافظ.
https://www.theguardian.com/world/2018/may/30/saudi-arabia-should-be-encouraged-over-small-steps-towards-equality