قال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «RT»، إن كل ما يروج عن وجود قوات إيرانية في سوريا غير صحيح، مؤكدًا أنه لا يمكن إخفاء القوات الإيرانية لو كانت موجودة، وأوضح أن الحضور الإيراني لا يتعدى وجود ضباط يساعدون الجيش السوري.
وكانت طهران تنفي في بداية الثورة السورية مشاركتها على الأراض السورية وانتشارها العسكري هناك لمساندة نظام الأسد، ولكن بعد انتشار صور لقبور قتلى عناصر الحرس الثوري الإيراني التي كتب عليها مكان الوفاة «في سوريا»، اعترفت إيران لاحقا بأن هؤلاء القتلى من المستشارين العسكريين الإيرانيين، وليسوا من قوات نظامية تشارك بصورة مباشرة في الأزمة السورية.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، تنتشر في سوريا ميليشيات محلية وأجنبية تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، يزيد عددها على 50 فصيلًا ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفاً يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ استراتيجية طهران، في سوريا.
وأوضحت الصحيفة، أن «فيلق القدس» بقيادة قاسم سليماني، التابع لحرس الثورة الإيراني، كان أول من شارك في الأزمة السورية من تلك الميليشيات، و«حزب الله» اللبناني، وبعض العراقيين المقيمين في منطقة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي. كان ذلك في مايو 2011.
وقبل نحو عامين، قال قائد أركان القوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري، أن بلاده توظف خبراتها العسكرية التي اكتسبها منذ حرب الخليج الأولى في خمس دول عربية وهي اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وأكد أن إيران تعمل حاليًا على تقوية نفوذها في دول ما وصفها بـ«دول محور المقاومة».
وخلال العرض العسكري السنوي للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ36 لانطلاق الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988) الأربعاء في طهران، كرر قائد الأركان الإيرانية وقادة آخرون خلال العرض العسكري التهديدات العسكرية ضد دول المنطقة وضد القوات الأميركية المتواجدة في الخليج، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الايرانية.
وأكد الجنرال باقري أن إيران تعمل حالياً على تقوية نفوذها في دول ما وصفها بـ «دول محور المقاومة» في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، وقال إنها تضع تجاربها التي اكتسبها في حرب الخليج الأولى في خدمة قوى هذا المحور، على حد تعبيره.
وتشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إلى أنه يوجد في سوريا حوالي 2,000 مقاتل إيراني بين ضباط ومستشارين وأعضاء في الحرس الثوري، وحوالي 9,000 مقاتل من الميليشيات الشيعية الذين ينتمون إلى أفغانستان، وباكستان والعراق، بالإضافة إلى حوالي 7,000 مقاتل من مقاتلي «حزب الله».
وفي 7 مارس 2017، أعلن رئيس مؤسسة «الشهداء وقدامى المحاربين» في إيران عن إحصائية القتلى الإيرانيين في الجارتين سوريا والعراق، وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام، الثلاثاء، عن محمد علي شهيدي محلاتي، فإن أكثر من ألفي مقاتل أرسلتهم إيران إلى العراق وسوريا لقوا مصرعهم أثناء قتالهم هناك.
وأوضح أن نحو 2100 شخص قتلوا في العراق وأماكن أخرى، ولكنه لم يحدد الفترة التي قتل فيها هؤلاء المحاربون ولا جنسياتهم، والرقم الذي أعلنه ممثل خامنئي في مؤسسة الشهيد الإيرانية، يتعلق فقط بالقتلى الإيرايين الذين ينتسبون رسميا للجيش أو قوات الحرس الثوري الإيراني.
ولا يمكن التأكد من صحة الأرقام، إذ إن إيران تتكتم عن الأعداد الحقيقية لقتلاها في سوريا والعراق، إلا أن معارضين إيرانيين أوضحوا أن قتلى إيران تجاوز عددهم ما أعلنت عنه المؤسسة الإيرانية بكثير.