انتخاب شيخ الأزهر واستقلال الأزهر..أضحى مطلبا ملحا لدى الأزهريين بل والمواطنين العادين، الذين يرون تراجع وتهميش دوره خلال العقود الماضية، وصلت مداها في عهد المخلوع عندما تأثرت الفتاوى بالقرارات السياسية، وعندما تدخلت السلطة في قرار تعيين شيخ الأزهر.
الأزهر بعيد عن الثورة
يقول الشيخ خالد الجندي – من علماء الأزهر- إن الأزهر هو المؤسسة الوحيدة التي لم تصلها رياح التغيير القادمة من الثورة فشيخ الأزهر لايزال حتى الآن بالتعيين وليس الانتخاب.
ويتساءل "الجندي": " متعجبًا هل من المعقول أن يكون شيخ الأزهر من رجال النظام البائد وأكبر الداعمين للحزب الوطني "، مطالبًا الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر بتقديم استقالته من مشيخة الأزهر، احتجاجا على تبعية دار الأزهر لسيطرة الدولة والنظام السياسي القائم على مدار عقود من الزمان وتطويع فتاويه وبعض علمائه لخدمة قراراتهم السياسية والدفاع عنها وتعبئة الجماهير حولهم.
مهمة الأزهر نشر الدين لا السياسة
ويقول كمال مغيث – كاتب وباحث في مركز البحوث التربوية- إن الأزهر ليس منوط بة الأشراف على الدستور وإقحامه في السياسية سواء من قريب أو بعيد ، أو قضايا مثل الختان والخلع يؤثر على مصداقيته، على حساب دورة التعليمي الأساسي، مؤكدً أن دورة الرئيسي يتمثل في نشر الثقافة الأزهرية وتعاليم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
ويرفض" أن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب وأن يظل بتعيين حتى لا يكون دولة داخل دولة.
لجنة لانتخاب شيخ الأزهر
ويرى عادل عبد المقصود -رئيس حزب الأصالة- أن هناك مفارقة واضحة في استقلال النقابات والكنيسة الأرثوذكسية وعدم تدخل الدولة من قريب أو بعيد في شئونها، وكذلك اتحاد كرة القدم الذي يتم انتخابه من أعضائه ولا يحق لرئيس الدولة إقالته، موضحًا أن الأزهر فقد مصداقيته بعد العديد من الفتاوى التابعة للنظام كتحليله فوائد البنوك في مخالفة واضحة للدين خلال النظام السابق، و تحريم الفوائد عندما تغيير النظام .
ويضيف "عبد المقصود" أن استقلال الأزهر يأتي من خلال انتخاب شيخ الأزهرعن طريق هيئة من كبار العلماء تقوم بانتخابه، وتتمكن من محاسبته، واتخاذ قرار التقاعد في حال مخالفته للمبادئ المتفق عليها، وضمان عدم تبعيته للوزارة واستقلاليته فيما يصدره من الإفتاء.
الطيب رمز الوسطية
ومن جانبه، رحب الدكتور محمود عزب- مستشار شيخ الأزهر- بإجراء الانتخابات على كل المناصب القيادية بالأزهر عدا منصب شيخ الأزهر، الذي يجب أن يستمر فيه طوال حياته، لحصانته وأهميته، مع بقاء شيخ الأزهر في منصبه باعتبار إمام مؤسسة عريقة ورمز للوسطية التي يأتي إليها الجميع من كل حدب، ولإعلاء الأزهر واستعادة مكانته على مستوى العالم والإنسانية كلها، مؤكدًا أن شيخ الأزهر لا يغره منصبا ولكن بقاءه لخدمة الأزهر بعد أن تبين استقلاله عن الجميع وانحيازه لمنهج الوسطية.
وأوضح"عزب" في تصريح خاص لشبكة "رصد" الإخبارية أن استقلال الأزهر باستقلاله عن تدخل شئون الحكم واستقلال أفراده عن الدخول عباءة التيارات والحركات والتزام الحيادية مع الجميع.
الاستقلال التام والانحياز للأزهر
وأشار "عزب" إلى ضرورة توفر الاستقلال التام والانحياز لمنهج الأزهر فمن يتولى منصب شيخ الأزهر مثلما هو موجود في الدكتور أحمد الطيب -على حد قوله.