شهدت الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة توجيه انتقادات حادة إلى الاحتلال الإسرائيلي بعد المجزرة التي ارتكبتها قواته يوم الاثنين الماضي بحقّ الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة.
وقال المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، إنّه «لم يصبح أيّ شخص أكثر أمانًا بسبب الأحداث المروعة التي حدثت الأسبوع الماضي. ضعوا حدا للاحتلال وسيختفي العنف وعدم الأمان إلى حد بعيد».
وأضاف أنّ قوات الاحتلال قتلت 106 فلسطينيين، بينهم 15 طفلًا، منذ 30 مارس، وأصابت أكثر من 12 ألف شخص؛ بينهم 3500 على الأقل بالذخيرة الحية؛ وبالتالي «إسرائيل هي قوة احتلال بموجب القانون الدولي وملزمة بحماية سكان غزة ورعايتهم؛ لكنهم في حقيقة الأمر محبوسون في عشوائيات سامة من المولد وحتى الموت، محرومون من الكرامة، تجردهم السلطات الإسرائيلية من الإنسانية إلى الحد الذي يبدو فيه أن المسؤولين لا يعتبرون أن لهؤلاء الرجال والنساء الحق بل وكل الأسباب للاحتجاج».
وطالب مندوب فلسطين لدى مجلس حقوق الإنسان «إبراهيم خريشة»، في كلمته أمام المجلس، بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية مستقلّة لكشف ملابسات الانتهاكات الإسرائيلية في الأيام الماضية؛ متّهمًا أميركا بإفشال محاولات تشكيل آلية للتحقيق في الاعتداء على مسيرات العودة.
وأوضح أنّه «كانت هناك مطالبة واضحة من الأمين العام، ومن أمين عام الجامعة العربية، فضلًا عن البيانات من العديد من الدول للمطالبة بضرورة إجراء تحقيق مستقل فيما حدث يوم 30 مارس الماضي؛ ولم ننجح وأخفقنا».
لا تغيير للأوضاع الاحتلالية!
ومن جانبها، قالت السفيرة الإسرائيلية «أفيفا راز شيختر» إنّ «المجلس عاد إلى أسوأ أشكال استحواذ معاداة إسرائيل»، مضيفة «هذه الجلسة الخاصة، ومشروع القرار الذي تنظرونه، ودعوته لتشكيل لجنة تحقيق، تقف خلفه دوافع سياسية ولن يغير الوضع على الأرض مثقال ذرة».
وزعمت أنّه «كان من الممكن تفادي الخسائر في الأرواح لو كانت حماس امتنعت عن إرسال إرهابيين لمهاجمة إسرائيل تحت ستار أعمال الشغب مع استغلال السكان المدنيين دروعا بشرية»، مضيفة «إسرائيل وليست حماس حتما، هي التي بذلت جهدا حقيقيا لتقليل الخسائر بين المدنيين الفلسطينيين».
فيما انحازت أميركا إلى صفّ الكيان المحتل، وقال القائم بالأعمال الأميركي «ثيودور أليجرا» إنّ المجلس «يتجاهل الجاني الحقيقي وراء العنف؛ وهو حماس»، مضيفًا أنّ «التحرك الأحادي الجانب الذي يقترحه المجلس اليوم لا يظهر إلا أنّه هيئة مفلسة».